السبت، 27 يونيو 2009

الفصل السادس : أحداث وأحاديث ......وإنطباعات

من ميزات صاحب هذه السيرة قوة ذاكرته التي تختزن احداثا ، و حكايات بكل تفصيلتها ، و المطولات من القائد النبطية ، والشوارد من الابيات الفصيحة ، وما لايعد من الحكم و الأم ثال ، و قدرته على رايتها بطريقة شيقة ، و في الحالات التي تستدعيها ، و توقيت منسابتها من غير تلعثم أو توقف .
وايضا : صراحته غير المؤذية ، لانه – غالبا – ما يغلفها بالدعابة ، و سرعة بداهيته ، و عدم تحييرة في الاجابات ، و حسن تخأم صة من الاحراجات ، ولم يكن داعيا ، حيث كان يسال و يستفسر عما لا يعرفة ، و يعترف بان محدوديته تعليمية حددت معلوماته ، و قصرت بثقافته دون فهم كل ما يريد فهمة ، ولكن هذا لم يقلل من قيمته انسانا ، و مسؤولا ناجحا يعتمد عليه ، أو يحجم فكره ، و يبهت اراءة ، و يضعف مواقفة ، أو يغير من قيمة ، لان الثقافة اذ لم تنعكس على العمل و التعأم ل ، و السلوك تتحول إلى انتفاخ و تعال ، و سفصطة تعزل صاحبها ، و تقبع به في برج لا يرى منه سواة ، ولا يراه فيه احد .
ان معظم اباؤنا و اجدادنا ، عززت التحديات الصعبة تفكيرهم هياتهم لمواجهة المخاطر ، و مقأو مة الاستيلاب ، فثبتوا على الايمان الذي قوى عزائمهم ، وثقتهم بانفسهم ، عمق فهمهم بالحياة ، و جعلهم يحرصون على التواصل و الالتزأم ، و حب الاهل ، و تروض الأسرة ، و مراعاة حق الجار ، و الأم انة و الصدق ، و العمل و الانتاج .
لاشك ان لكل زمن متطلبات مختلفة ، و تحديات خاصة به ، و معايير جديدة قد ينظر لها جيلا الاباء و الاجداد نظرة سلبية ، لا لما فيها من العيوب ،وانما ربما لاستغرابهم ، أو لخروجها على ما اعتادوه ، وانا لا نعمم ، فمجاراة ، أو – على الاقل – حيادية الاجيال القديمة ، تصب بمصلحة أو طانهم ، و ابنائهم و احفادهم .
و الادهى ان بعض الاجيال الجديدة ، لا تقر لمن سبقها بفضل ، و هذا عقوق ، ونكران لافعال و قيم ، و بينها المغالون الداعون إلى القطيعة ، والرفض غير المبرر ، مما يجهد الوفاق ، و الاختلاف المعأم ق بالتنوع ، و القبول بالاخر في اطار الهواية ، و التاكيد على الذات ، و المحافظة على التراث ، و تفعيلها بالمعطى المعاصر .
وصاحب السيرة اختزن زكريات ، و كون انطباعات ، ومر بمواقف ، و عاش احداثا خلال رحلة عمرة الطويل التي أم ضى اكثريتها في العديد من الأعمال ، و تعأم ل مع شرائح اجتماعية كثيرة ، و اشخاص من مختلف المستويا ت، و عاصر مفاصل تاريخية ، فكانت له رؤاه بشأنها .
العمر و بداية العمل :
يروى انه اذا العمر بالوراثة ، فالا شهيل معمورون ،لان جدى عمر حتى مئة ، و خمس عشرة سنة ، و والدى بلغ عمرة مئة و اربع عشرة سنة ، و اخى الاكبر مات عن مئة و عشرين عأم ا ، وانا اقتربت من المئة ، منذ ان كنت في الخأم سة عشر حتى بلغت السبعين ، وانا بخدمة الدولة .
تبوك و اللغات الاجنبية :
عندما كنت في تبوك كانت العملات التي يجرى التعأم ل بها الذهب ، و(المجيدى) ، ومن ثم ( الريال الفرنس ) ، وبعدة ( الريال العربى السعودى الفضى ) ، وفي تلك الايأم كان في تبوك بعض الذين يتحدثون اللغة التركية ، ومن بينهم
ومن بينهم شقيق ( أم فيصل ) وهو ( عادل بن محمد الفقير ) ، الذي كان يعرف كذلك شيئا من الانجليزية ، لانه درس بفلسطين ، و كذلك اللغة التركية تراجعت اهميتها بعد هزيمة العثمانيين ، و احتلال الانجليز للعراق، و فلسطين ، وفرنسا و سورية ، و لبنان .
العمل مع الملك عبد العزيز :
سالناة : عن العمل مع الملك عبد العزيز فاجاب بما يفهم منه : وان لم اكن من الملازمين له ، أو الذين عملوا بالقرب منه ، عدا فترة عملى بالطائف اثناء بعض شهور فصل الصيف ، و لم يكن ذلك بصورة دائمة ، لانه – رحمة الله – يقدم مصالح الناس ، و يعلم ان غياب المسؤول عن عملة من غير سبب ، تعطيل لمصالحهم
وان لم اكن كذلك ، لان عملى كان بعيدا عن العاصمة ، و المدن الكبيرة ، و طبيعته تستدعى الملازمة ، كنت ككل عاصروه من المسؤولين على اتصال دائم به بواسطته ( البرق ) لاطلاعه على المستجدات و الاحوال العأم ة ، و للاسترشاد بتوجيهاته ، فضلا على ما انطبع بذهنى عنه في المرات التي شرفت اثناءها بلقائة .
كان الملك عبد العزيز – يصفة – مهيبا ذا شخصية قوية ، وفي الوقت نفسة جذا بة ، وكان صريحا لماحا ، يمتاز بالفصاحة ، و عمق التفكير و الحرص على تطبيق الاحكأم الشرعية ، و تقدير المخلصين الذين يتقنون أعمال هم ، و يراعون المصلحة العأم ة ، حيث ان من كانت هذه حالهم يحظون بثقته و تشجيعه ، واذا اخطا اى منهم من غير قصد يعفو عنه ، و بتكرار الخطا يؤنبة ، و يعطيه فرصة ، وقد ينزرة حتى يتنبه ، فان لم يبدو منه تقصير تتكون عنده
قناعة بكفائته ، لان المستفيد من الاخطاء جدير بالمهأم ، و لكنه لا يتسأم ح بمرتكب الظلم الا اذا اخذ المظلوم حقة ، و نال المنصوب بالعقاب ، واذا اكدت التجربة انه اعتبر ، و تمتع بالكفاءة المستمر .
كذلك لم يكن يميل لاطاله مدة المنصوب بمكان مهم بلغت كفاءته الا في حالات خاصة ، فقد كان يوكل له مهمات في أم اكنه اخرى ، و الذي يتاكد من انه غير قادر علىالقيأم بالمهأم مهما بلغت محبته يعفيه ، و يحفظ له ، اخلاصه بتقديرة و تكريمة ، و المسؤوليات يوليها للاقوياء الذين يعملون ، ويراعون مصالح الناس.
كان – رحمة الله – يثنى على من يقدر المسؤوليه ، و يقوم بواجبه ، و كنت احتفظ ببرقيات كثيرة منه ، وانا باليمن ، و الشمال ، فيها " . . ثناء و مدح مثل : " بيض الله وجهك ، و نعم "، حتى انه يتكلم بمجلس عنى " كان كله اشادة بما قمت به بجازان .
حوار مع فيلبى :
اشرنا إلى ذكر فيلبى لصاحب السيرة باعتبارة كان أو ل حاكم سعودى على منطقة تبوك ، و انه التقاة بعدئذ بتربة التي نقل إليها ، ونضيف هنا ما رواة صاحب السيرة عما دار من حوار بينه و بين فيلبى .
يقول : " . . . سالنى عن اسلأم ة . . فقلت له : انا شخصيا اشك في اسلأم ك ، وانا اتكلم مع نفسى لا عن العموم و عندنا بيت شعر يقول :
صلى المصلى لأم ر كان يطلبة ولما انقضى الأم ر لا صلى ولا صأم
فقال : لا ليس انا ذلك الشخص انا جئت بالنصرانية و مشيت بالمملكة اكثر من خمس سنوات . . و قضيت حاجتى ، و لو اننى صاحب حاجة سياسية أو غيرها لاظهرت الإسلام قبل قضائها و لكننى رايت الرجل الذي يعبد ربه في الليل ، و يعبد ربه في النهار ، و يصر على دينة و شعيرته بحكومته و بلدة ، و هذا جعلنى اتشوق بالسلأم فاسلمت ، و اسلأم ى – ان شاء الله – صحيح ، و سترون عنى كل شيئ ، و قد بقى فليبى مع عبد العزيز حوإلى خمس عشرة سنة ، وكانت هذه المحادثة بينى و بينه في تاريخة ، وراه فيصل بن عبد العزيز فسالنى : ل بينك و بينه صداقة ؟ قلت : لا والله لكن حسب تعمدكم اكرمته و سالنى عن اسلأم ة و اجبته براى وضح لى انه اقنعنى انه مسشلم ، و الا ما بينى و بينه اى معرفه . .
و موضوع اسلأم فيلبى دارت حوله شكوك كثيرة : اكانت لاغراض خاصة ، أم تجسسية هدفها خدمة دولة بريطانيا ؟ و هى مواطنة ، وان ولد في سيرلانكا ، فقد ولد نصرانيا ، و نشا على النصرانية و تقسس على البروتستانتينية الانجليلية ، و صار موظفا بريطانيا مخلصا لحكومتهم ، ولم ينكر انه كان و ظل مرتبطا بوطنه الأم م ، بيد انه ، وهو رجل الدين الدارس للكهنوت ، و اللاهوت ، و عالم الاثار ، و الرحالة الباحث المغأم ر ، و غير المحتاج سيتخلى عما كان فيه ما لم يكن قد اقتنع .
لقد عرف بالملك عبد العزيز ايمانة القوى ، و نزعته الاستقلالية ، و فروسيته ، و انسانيته ، وحدة ذكائة فاعجب به ، فدعاه الملك لدراسة الإسلام ، و معنى ذلك انه اعتقنه ، وقد وثق ارتباطة بالإسلام عقيدة ، وما في القلوب علمه عند الله ، و جنسيته ، و بزواجه ، وانجابه ، و بالولاء .وعقب عودته لانجلترا لم يرتد عن الإسلام ، لانه لم يعلن انه عاد إلى النصرانية ، و ابتعد عن اسرته النصرانية ، وان لوحظ في كتبه بعض العبارات و التخريجات التي قد تدعو التحفظ فهى مواجهة إلى القراء الغربيين .
الدور الايطإلى لفتنة الادريسى :
يقول صاحب السيرة : " اكدت المعلومات ، وما رفعنا من شان السفينتين الايطاليتين . ان ايطاليا كانت طرفا اساسيا فيها من خلال التنسيق مع الأم أم يحيى ، و أم تداد الادريسى بالمال و السلاح ، مقابل – كما روى – دخوله " كمران " في السيادة الايطالية باستغلال ميناءها و اتخاذة موقع تمركز استراتيجى ، وان نص الاتفاق معها على ابقاء " فرسان " تحت سلطة الادريسى ، فق اعطيت تسهيلات بميناءها ، الأم ر الذي دعانى إلى الذهاب بفرسان في اليوم الثالثمن دخولنا جازان خشية ان يستولى عليها الايطاليون ، أو مثيروا الفتنة التي طهرن جازان ، و صبى منه ، ولكننا لم نجد سوى أم يرها " إبراهيم النجدى " و بعض افخاذ من قبيلة " العوازن " ، القادمين من المنطقة الشرقية ، و الكويت ، " وما زالوا رجالا و نسائا على غنمهم و براقعهم ، و ايستعملون الحمير ، و البغال و الخيل " ،وكان وصولهم إليها عن طريق "باب المندب "،لان النجدي قبل وصولنا كان – رحمة الله- قد انهى مقأم ة فلول مثيري الفتنة،وطرد اعوانهم من الاجانب.
من مشاهد اته بجازان :
كان فيها جاليات عربية كالحضارم ،و افريقية من " اثيوبيا " ، و " اريتيريا " ، ومن المعروف انهما كانتا مستعمرتين ايطاليتين ابان حكم " الحزب الفاشى " برئاسة " موسيلنى " ، مما يدعو إلى ثبوت ضلوع ايطاليا بالأم ر ة .
نعود إلى ما كنا فيه كانت جازان منطقة واسعة أدت سياسة الادريسى قبل الحماية السعودية إلى اقتطاع الأم أم يحيى اجزاء كثيرة مهمة منها ، وافقارها و تباعد اهلها بالعصابات ، و التحزيبات و تقع جنوبى غرب الجزيرة العربية على البحر الاحمر ، و فيها جبال عاليه ، و جزورها كثيرة بينها المتصلة ببعضها ، و منها ماهو هور.
التموين : روى ان التموين حينما كان بالمزاحمية ، وبعد ذلك ببضع عشرة سنة ياتى كثير منه من الاحساء ، و العراق لان محصول الحبوب كالذرة الشعير و التمور لم يكن يفيض على حاجة القرى ، و البلدات النجدية ، كما هو الحال عليه اليوم ، فالذلك كانت البادية تستورد ، وفي بعض السنين ينقص الانتاج ، فتستورد الحواضر ما يغطى حاجتها ، و يضيف في الشمال كان يوجد تجار مقيمون من الأردن و العراق و سوريا ، و موسمون ، و بضائعهم اكثريتها مما يحتاجه البدو .
ذكريات . . وانطباعات :


عن الحرب العالمية الثانية:
" كنا نعتقد ان هتلر ارتكب خطا لانه راح إلى الجبهة الشرقية للبرد و الموت حتى اهلك جنوده ، ثم ارسلهم لصحراء مصر و اهلكهم في الرمال ، ماذا يبغى من مصر ؟ لماذا لم يحارب الانجليز و فرنسا في بلادهم تعداهم . . يحارب في الصحراء من جهة العالمين ، وفي لنيجراد في البلقان من جهة ثانية ، وكانت هذه خطيئة ، و هذه اراء شخصية في النواحى العسكرية و غيرها ، و غير هتلر وقع في اخطاء مشابهة ، ونحن في تلك الايأم كنا نتفرج على المتحاربين ، ونحرص على الا ياتينا احد ولكن الراديو شغال ، و نسمع الاخبار .
وفي الحرب العظمى كانت هناك قوات في الشعيبة للانجليز عند الزبير . . اكثريتهم من الهنود و دول الشرق . . و كان بعضهم . . يهربون . . و يلجأو ن عن طريق الشعيب رجلية ، و نحن دوريات فنقبض عليهم ، فاذا وصل منهم الشخص يكون على وشك الموت من الجوع و العطش ، فننقذه و نأم نه و جميعهم كانوا من المسلمين يطلبون حج ، و التخلص من خدمة الانجليز . و بالفعل قرر هتلر خطأ " نابليون " الفادح بغزوه روسيا اثناء الفصل الشتاء ، و لا يبدو ان الجبهة الافريقية ، لو ان القوات الايطالية لليبيا كانت عالية الكفاءة في القتال ، ولم توغر الغير صدر هتلر من انتصارات " رومل " فيعمل على اضعافة . كانت خطا استراتيجيا بوجود قوات بريطانية بمصر ، و اهمية الاستيلاء على " قناة السويس " العسكرية "
وعن الخدمات الطبية في السنوات الأو لى التي اعقبت توحيد الملك عبد العزيز للبلاد روى : ان المدن كانت من المستشفيات ، و عيادات الاطباء ، و مراكز سطحية في بعض القرىة ا لبلدات ، و التي لاتوجد فيها تمر عليها سيارات محملة بالادوية و يوافقها الاطباء و الممرضون ، و حين كان في المنطقة المحايدة كانت تجول فيها السيارات و لكن في أو قات متباعدة ، و نظرا لقرب الكويت تكافلت الدولة في الحالات الطارئة بعلاج رجالها في مستشفياتها .
وعن ما كانت عليه الأم ارة ، والت اليه ، ومراجعة في الأم ارات التي تولاها يقول : " بعد ان استقرت الأم ور صارت الأم ارة جسرا . . فالأم ير ترد عليه الشكأو ى ، و يحقق فيها ، و يرسل لها رجلا لاحضار اطرافها ، ثم يحول الجميع للشرطة للمزيد من التحقيق ، فاذا رفعت له الشرطة النتائج حولها للشريعة ، و ليس لاى اعراف بين الناس عندنا اعتبار الاعتبار كله لأو أم ر الشرع ، لان الأم ر كله من اساسة هو بنيان الشريعة ، و المحافظة على الوطن ، و ارض الوطن ، و قبائل الوطن ، و رعاية الحكومة " .
وعن صلاحية الأم ير ، أو المنسوب في ايأم ة روى : كنا نملك صلاحية تعيين الخويا و فصلهم ، و تاديبهم اذا قصروا ، أو اتوا عملا مشينا ، و الموظف الكبير نرفع بشانه ، و تعيينه كان من المرجع .
في الحجاز كان مرجعنا نائب الملكم فيه ، وفي الشمال أم ير منطقة حائل ، و الشمال و القصيم الأم ير بن عبد العزيز المساعد ، واحيانا نرفع مباشرة لجلالة الملك ، و من المعلوم : ان وزارة الداخلية باتت : مرجع كل الأم ارات ، وما دون أم ارة المنطقة تراجع أم ارة المنطقة التي تربط بها ، و تجود الداخلية بصورة .
العمل . . . و الشرف :
يقول : " في عملى كله لم انشد تاريخا ، ولكن كنت مشغولا في العمل ، ماذا فعلت ؟ و عسى ان اكون نجحت و ارضيت مرجعى ، و عسى ان يكون راضيين ، وان نكون مكملين مهمتنا ، ولا نلتفت لغير ذلك " .
" في اثناء حرب السبلة كنت في تابوك عأم ، 1347 هـ ، و حياتنا في حروب و مدافع و مكائن ، و كنا واقفين محاصرين ، و حافظين منطقتنا . .
و الجوع في ذلك الوقت ما يهمنا لانه في شرف ، شرف استقأم ة الشرع ، و شرف استقأم ة عمل الدولة ، و شرف سمعتنا من ناحية حكومتنا ، و بعد ذلك في اثناء الحرب العظمى الثانية كنت قد انتقلت. . إلى الشمال " .
يضيف :" . . اننا ولله الحمد في ظل شجرة مبروكة كل غصن يغطى . . نحن في حالتنا هذه مع الملك فهد طول الله عمرة و سلمة و خلاه للمسلمين في خير و نعمة من الله ، وواجبنا ان نشكر الله و نعترف بالمعروف وواجبنا ان نشكر رب العالمين أو لاً ثم نعترف بالمعروف ، الشريعة ، الأم ن ، الاقتصاد كل شئ بخير ، و لا نعرف اننا بخير و نعمة حتى نخرج للخروج ، ان كنت بجوله خرجت من هنا للاردن فسوريا و تركيا ومنها و منها عرجت على اليونان منها إلى أو روبا الغربية على السيارات فوصلنا ايطايلا و إلى فرنسا ، وجب\ل طارق ، و اسبانيا إلى المغرب فالجزائر فتونس فليبيا عن طريق السلوم إلى مصر ، و على الاسكندرية و القاهرة ، و عبر قناه السويس إلى جدة ، و استغرقت هذه الرحلة ثلاثة اشهر : " .
و لعلة من المناسب ان نضيف انه طوال حياته لم يطلب شيئا لنفسة ، و لكنه كان يطالب ما كان يراه يزيد بفاعلية العمل ، وما يحفز للاقبال عليه ، و دعمه و كان أم نيا في المقأم الأو ل ، وان نشابنفسة شعور قوى بالاصلاح ، فنظرته له كانت منبعثه من الاستقرار الذي سبيله الوحيد استتباب الأم ن ، وهذا ما كان بفكر ، ووجدنا ولاه الأم ر ، ولا ننسا ، ان مهأم ة الصعبة كانت غالبيتها اثناء بدايات التاسيس ، فكان لابد من التركيز على الجانب الأم نى .
ذاب بالعمل ، ونذر نفسة لخدمة بلدة ، و احبة حبا شديدا ، فلم يتمتع ، و الحالة هذه باجازة مدة خدمته التي دأم ت خمسين عأم ا ، و لعل هذا ما دعاه عقب تقاعدة ان يطوف معظم انحاء العالم ، و لم يفكر بجمع المال ، و لكنه لم يحتج ، و كان مكتفيا ، و كان – رحمة الله – دائما يردد : " اذ فاتنى الثراء ، لم يفتنى بحمد الله تكريم ولاه الأم ر ، وفضلهم ، ومعرفهم ، واكرأم ياتهم " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق