مدخل :
ما ان انقضى العهد الراشيدى " عدا فترة وجيزة ببداية الخلافة الأم وية ، ربما كانت لدوزاعى عصيبة و عسكرية ، حيث قررت بعض الهبات و الاعطيات " ، حتى طوى نجدا النسيان نتيجة اهمالها ، فلم يولها اى من الدول الإسلام ية اهتمأم ا رغم ما بلغته بعضها من غنى و تطور ، و ما قأم ت به من اصلاحات ، و أم تدادها هذه الدول بالفرسان و المجاهدين ، و فحول الشعراء ، و الخيول الاصلية ، و النياق المجيبة ، و جميع حاولت التمور و الحبوب ، و اجودها ، و لكونها كانت مصدر الفصحى ، و مهد العرب .
ترى اكان السبب جغرافيتها التي نأت بها على المنافذ ، و مواطن الحضارة ، فقبعت في صحراء واسعة قاحلة لازرع ولا درع ، تحف بها المخاطر ، و يقسوا فيها المناخ ؟ ! .
اشتهرت منطقة نجد بخصال انفردت بها ناسا و طبيعة ، و حتى حيواناتها ، فناسها يمتازون بالفرأس ة و الفروسية بالدهاء و الذكاء ، و بمقدارتهم على التحمل ، ولطالماالهمت طبيعتها المبدعين الذين تغنوا بصباها و خزأم اها ، و ما من مفارق لها الا وحن إليها ، و غلبه الجفاف عليها في المئة سنة الاخيرة لم يحرمها من الجمال ، و قسوة مناخها و انفرداتها لا مثيل لها ، وتعرضها للمجاعات اغنى مقأو مة اهلها ، و غزوات الجراد ، و سنوات القحط لما تفت بعضدتهم .
انها لولا الاهمال و التهويش ، و تحويلها إلى منفي المغضوب عليهم ، و ملجا لطر يدى العدالة لما عاث فيها قطاع الطرق ، و عانت العزلة ،
تعرف من الإسلام غير اسمة ، و تعتمد العرف ، ولا تعترف بغير ما يراه رؤوسهم ، و قروية متحاربة ، ومع القبيلة متعادية ، وقد تركت لمتخاصمين الخيار بالفصل في خصوماتهم مادأم ت لا تمس مصلحة رؤسائها .
لم تشهد منطقة نجد حكومة مركزية قوية طوال تاريخها الممتد من انقضاء العهد الراشدى حتى قيأم الدولة السعودية في دورها الأو ل ، وان اسست مشروعا نهضويا اسلأم يا ، و حأو ل مؤسسو الدور الثانى المواصلة ، فتحقق ما كان انه بعيد المنال ، فالنقلة النوعية ، و القفزة المرتادة ، و الفكر الاستشرافي ، و النظرة الواعية الفاحصة جسدها مؤسس الدور الثالث الذي ثبت الكيان الكبير ، فصار مستعصيا على التراجع و التجزئة .
اعادة تكوين الملك عبد العزيز للدولة السعودية جاءت مختلفة بصيغتها عما سبقها و عصرها ، و لسنوات بعدها ، فبتجأو زالعصبية القبلية ،والتشدد الاقليمى ،والعمل على كل البجهات ،والتنسيق بين محتلف النشاطات ،ونزعة الاصلاح فية،ومراعاة الأو لويات لم يكتف فيها باحياء ما مكان ،وتفعيل ما هوكائن ،وانما انبض بفكرة و فعله ، و جهاده الطموح المدروس الذي حققه ، فتعبدت سبل الزيادات و الاضافات ، بيد انه حينما كان صاحب هذه السيرة بعمر الطلب ، كان لم يمض بعض الوقت اللازم للوصول إلى الاهداف المطلوبة .
كانت الأو ضاع الداخلية بعد غير مناسبة من حيث تدنى الوعى ، و شح الموارد
، و سلبيات الحكم السابق ، و لم تكن الخلفيات التاريخية قبل الوحدتين السياسيتين السابقتين وما اعقب سقوط البراعية ، وما برى بين ابناء الأم أم فيصل ابن تركى من اثار قد زأدت تمأم ا ، و اقليمينا عأدت القوى المستفيدة من التقزم ، و التعأم ل مع المحتل سيرتها الأو لى ، و قد رات الدولتان المتصارعتان على
الجزيرة العربية في عبد العزيز خطرا يتهدد مصالحهم و نفوذهما ، و اخذت الطبول الحرب العالمية الأو لى تقرع الأو باب ، الا انه رغم هذه الظروف الصعبة ، و التحديات العتية استطاع بعد تغلبة على نفسة اقرار الأم ن بدائرة نفوذه ، و برز بروزا سياسيا و عسكريا لفت انظار المراقبين ، و اعش أم ال المواطنين ، و قد حرر اقليم الاحساء ، و اسس حركة الاخوان ، و تتالت على اثرها الهجر بفضل مساعدته المادية و المعنوية ، و نجحت فيها حملة الوعظ و الارشاد التي شنها ضد الجهل ، و الفوضى ، و العصابات التي زابت بالتاخى على العقيدة ، و قد علم المهاجرين الزراعة و بعض الحرف ، و أم ور دينهم ، فاستقرت احوالهم بالطاعة و نظأم ، و التالف و التعأو ن ، و صارت الهجر قلاعا منيعة دائمة التعبئة استعدادا للجهاد ، و خلايا عمل و انتاج .
مما سبق نتبين ان الوقت مازال مبكرا للاستقرار التأم ، و توحيد البلاد ، وان قدرات عبد العزيز ، موهبة اختصرت الزمن و حقق لمفهومة الحضارى ، و جهد وطاقته فوق ما كان متوقعا ، و ظلت المواجهات ، و التحديات مستمرة ، و الصعوبات قائمة ، و رغم ما حدثته حركة الاصلاح الدينى التي تبناها السعوديون من جدلية فكرية اسفرت عن مشروع عربى نهضأو ى كأدت تقضى عليهم مفهومات من لا يبدون انفسهم بالتقوقع ، و التفرقة ، و التشدد ، و كان عبد العزيز ما زال في طور الموجهات ، محاربة المأم رات .
تعليمة :
اثناء هذه الفترة اىفيالسنوت التي اعقبت مباشرة استرداد مدينة الرياض، لم تكن مناطق الجزيرة العربية ومنها نجد ،عدا الحجاز،وبشكل جزئي ،ويشوبة التتريك ،لم تكن بعد قد عرفت التعليم الحديث،وكانت
السيادة فيها للتعليم الديني الذي لاشك باهميتة بحياةالمسلم ،عابا وعأم لا وانسانا معطاء ،ولكن تنوع متطلبات الحياة ،واختلاف الزمن وتكاثر المناشط ،وتعد د الادوار،وما كان قد بلغة العالم من تطور الح بضرورةالاهتمأم ببعض الجوانب المادية حتى تتوازن حياة الانسان بالثابت الروحي ،والمتغير المادي .
والتعليم الديني كثيرا ما فعل حركة الحياة فتاسست بموجبة مشروعات نهضوية رائدة تميزت بالقيم ،وبعد النظر ،وعمق الطرح ،وجدية البحث ،والأم انة العلمية ،ونحد شهدت نهضة دينية فعلت سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا فكانت يقظفة اسلأم ية ،وبعثا عربيا ،ولكنها لاسباب كثيرة سبقت الاشارة لبعضها تراجع التعليم فيها ،ولم يستعد عيتة ، ويتطور عما كان عليه الا عقب بضعة عشر عأم ا من تاريخ استرداد الرياض ،ورغم صعوبة التحصيل قبل هذة الاعوأم لاسباب اقتصادية ،اجتماعية كان في أم كان الراغببمواصلة التحصيل الدراسة على كبار العلماء بالرياض،وغيرها وحضور حلقاتهم بعد الانتهاء من مرحلة الكتاب ،وتيسر مطلبة بالاعانات.
المتخاصمين و بحكمته ، ولم يكن يتقاضى اجرا من الذين يدرسون عليه ، فبات محل ثقة ، و المؤتمن على الاسرار و الأم وال ، و المستشار الناصح .
يتحدث عن التعليم فيقول ما معناه لا حظت ان من كانوا بالكاد يقرأو ن و يكتبون ينالون عناية خاصة ، و دائما الناس يبحثون عنهم ، فوددت ممائلتهم على الاقل ، و لكننى في الوقت نفسة شددت للجهاد ضمن جنود ابن مسعود الذي لمع نجمة ، وعلا صيته ، وكانت رغبة الوالدين : ان اتم تعليمى ، ولكننى اكتفيت من التعليم بالكتاب بحفظ اجزاء من القران الكريم ، و معرفة القراءة و الكتابة ، و بعض المسائل الحسابية البسيطة . . وقد حرصت ان يتاهل أو لاًدى باعلى الشهادات ، و بالفعل جميعهم حصلوا على الشهادات الجأم عية ، و بينهم من زاد عليها .
عن مؤهلاته يقول : " مشينا من خير في خير إلى هذه الساعة ، وقد عملت في المناطق في المملكة احدى و ثلاثين سنة ولم اطلب الرياض ، كنت في مهمات في تبوك إلى الحجاز إلى المنطقة الشمالية الشرقية في حدود العراق ، و هذه راح فيها عمرى كله ثم صرت وكيلا لأم ارة حائل ، و خدممى التي خدمتها في الدولة 48 سنة و بدات بالخدمة و عمرى 15 سنة و استمر علملى حتى احلت للتقاعد عأم 1396هـ و قالوا لى حضر لنا مؤهلاتك !1 وكان معى برقيات جاءتنى من الملك عبد العزيز لما رفعت لة بانى دخلت جيزان ، و برقيات جاءتنى من فيصل بن عبد العزيز و كان هو نائب الملك في الحجاز ، فقلت للذين طلبوا مؤهلاتى اعرضوا هذه على الملك فيصل وهو يعطيكم الجواب فكتب يقول : الذي معه هذه لا يسال عن مؤهلاته . " واعتبر هذه عندى شهادة من فيصل بن عبد العزيز – رحمة الله ".
تحصيلة العلمى اضافت اليه تجاربه ، و متابعهته للاخبار ، و تعدد مسؤولياته ،و مخالطته لبعض المثقفين ، و ذوى الشان ، و استعداداته الخاصة معرفة عأم ة بالعقيدة ، و احكأم الشريعة ، و الساسة و السياسة ، و دوافع الدول ، و اسباب التطورات نو ان بقراءة خطة بعض الصعوبة ، وغير جميل ، و تكثر بكتابته الاخطاء النحوية و الأم لائية ، فشروحاته على المعأم لات تدل على خبرة طويلة ، و اسلوبه مستقيم ، و ذاكرته قويه ، و استيعابه عال .
ومن ميزاته انه اذا أم لى لا يحار – الا نادرا – باللفظ الذي يؤدى المعنى وفي اغلب الاحيان يحأو ل دعم راية أم ا بالمنطق ، وأم ا بالحجج و بمدأو مته على قراءة القران بات يحفظ معظم اجزائه ، و قليلا ما كان يخطئ فيه حتى انى لاذكر انه كان اذا غاب الأم أم لسبب ما يؤم المصلين اثناء الرمضانات في صلوات الترأو يح .
كذلك له المأم بالتاريخ الإسلام ى ، و التاريخ السعودى بخاصة ، و كثيرا ما يتمثل بابيات من الشعر العربى الفصيح و يحفظ المطولات من الشعر النبطى ، و سرد الحكايات عن بعضها ، و فضلا على جمال صوته اذا انشدج ، فهو شاعر نبطى متمكن ، و لكنه مقل .
ومن شعره الذي نشر قصيدة قالها برثاء الأم ير عبد العزيز بن مساعد نشرتها مجله اليمأم ة ، و لكننا ننقلها هنا عن كتاب الأم ير عبد العزيز بن مساعد حياته و ماثرة و عنوانها ابكوا معى :
ابكوا معى لفراق نجم بعد غاب
الحاكم اللى ما يعوض بديلة
ابكوا معى ريف اليتأم ى و الاقراب
شيال جزالات الحمول الثقيلة
ابكوا معى يا شيوخنا اقراب و اصحاب
الحاكم اللى ما مشى بالرذيلة
والله لبكى كل ما ذكر لو غاب
مرحوم يا للى له فعول جليلة
مرحوم يا اللى للمعادين حراب
كساب في الشدات كل الثقيلة
ليا اشتدت الشدات داسة و لا هاب
و مترخ فعله سنين طويلة
اسد العرين وفي المهمات ينهاب
جاهد بروحه مع جيوشة و خيله
حأم ى الشريعة و لهل الدين جداب
لحماية التوحيد يا كبر شيله
ريف الفقير اليا اشتبك حزم كلاب
الحاكم الصمصأم حأم ى الدبيله
وداع يا اللى الكل من فقده انصاب
بجوار ربك في الجنان الظلييله
انوح نوح الورق و احيب ما اجاب
و اعوى عوى سرحان و اعول عويله
عليك يا اللى طيب مثل ما انطاب
يروى سحابه كل من يستخيله
وصلاه ربى فوق عدات وحساب
على النبى عداد وبل المخيلة
شخصيته :
كان ربعة يميل للطول و النحافة ، و يخالط لونه الحنطى شئ من الحمرة ، مستطيل الوجه ذو انف يتناسب مع شكلة ، و عينين مائلتين قليلا للضيق ، و لحية و شارب ، و شعر اسود غزاه الشيب مبكرا ، و اخذ بالتساقط منذ ان كان بالثلاثين ، و قد أم تاز بقوة البنية ، و الحيوية ، و حب العمل ، و المثابرة ، و الحرص على المواعيد ، و الفرأس ة ، و سرعة الاستيعاب و الاستيقاظ ، و سعة الصدر ، و التريث ، وقوة الذاكرة ، و الاسترسال في الحديث ، و تنظيم وقته ، و نظافة هندأم ة ، و بالجراة في المعارك ، و ابداء الراى .
صاحب الصورة في عقدة السادس
كان قليل الاكل و النوم ،ولا يسهر الا مضطرا ،ومنهما طال سهره فوقت استيقاظه من غير موقظ ،أو منبه لا يتغير ،ورغم انه لا يهتم بنوع الطعأم بحيث لا يشترط ،أو يطلب اكلة بعينها ،يكثر من شرب الحليب واللبن ،والشاي والقهوة الخروج للبر ،والصيد ،واقتناء مختلف حاولت الاسلحة ،والصقور ،وقيادة السيارات .
كان يومه يبا قبل اذان الفجر ،وعقب صلاته يقرا لبعض الوقت ،بالمصحف ،ومن ثم يتنأو ل افطاره المكون من القهوة والتمر ،وصفار بيضتين مخفوفتين بالحيب الساخن ،ومباشرة يخرج لمكتبه الذي يدأو م فيه حتى آذان الظهر ،وبعد الصلاة يتعدى في الغالب مع مساعيه،والخويا ،وبعدئذ يتمدد لبعض الوقت للمرحلة بالمترل ،ثم ينهض لشرب الشاي والقهوة ،وبعد الانتهاء من اداء صلاة العصر بالمسجد يباشر علمه بجلسة عأم ة إلى أذان المغرب .
ومابين المغرب والعشاء يختلي بنفسه لمراجعة حصيلة اليوم من المعأم لات ،والتفكير بما يستخذ بشانها إلى ان يحين وقت صلاة العشاء ،ومن بعدها يتنأو ل عشاءه فيجلس خاصة لزواره لمدة ساعتين على الأكثر ،ان لم يكن حدث ما يستدعي اطالة الجلسة ، و اخيرا يأو ى إلى غرفة نومه لستمع للأخبار في الاذاعات ، و لمدة ساعة قبل النوم على الاكثر .
وبعدما تقاعد ، و استقر بالرياض لم يغير نظأم حياته اليومى ، وان لم يعد لع عمل ، شغل نفسة بسقاية الزرع ، و اصلاح ما يستطيع اصلاحة في البيت ، و تفقد ابنائه ، و استقبال ، و زيارة اقاربة و اصدقائة ، و زملائة ، و بعض معارفة من المسؤولين ، وفي هذه الاثناء زار كثيرا من بلدان العالم ان للعلاج ، أو للسياحة ، وفي سنواته الاخيرة اعتاد الاصطياف بمنتج الزبدانى في سورية ،
و لكنه قبل وفاته ببضعة اشهر ،وكانت السنون قد اثقلت حركته ، و اضعفت بصرة ، قرر البقاء بالرياض ، و ادمن الاستماع للراديو ، و احتفظ بساعة ناطقة لتذكيره بالوقت ، و مواعيد الصلاة و رغم ان ذاكرته ضعفت قليلا لم يفقدها ، و سرعان ما يتذكر اذا ذكر ، وظل محتفظا بقواه العقلية ، ولم يهذ قط .
كان – رحمة اله – حليما لا يستهين باحد ، و مستمعا لا يتجاهل محدثة كبيرا كان أو صغيرا ، و محدثا لبقا يملك إلى جانب مخزونة الثرىمن المعلومات ، و القصائد وا الحكايات ، و التجارب و الذكريات ، و المواقف الطريفة و المرحة التي مر بها قدرة على الاقناع لحسن منطقة ، و قوة حجته ، و اختياره للالفاظ و العبارات المناسبة لمقتضى الحال ، وكثرة استشهادة بمحفوظاته من الايات الكريمة و الاحاديث الشريفة ،و الشعر و الاقوال الماثورةة .
و عارفوه الذين تعأم لوا معه ، و خبروه يصفونه بالدهاء و الحنكة و حسن التصرف و هو من الشهود لهم بالشجاعة و قوة الشخصية و الحزم من غير صلف أو تعال ، و كتوم لا يبدو عليه الضيق و التذمر و لا يتلفظ بالنابى من الكلأم ، و كثيرا ما يغض الطرف عن اللساءة ، وا ياخذ بالوشاية ، غير انه من النوع الذي لا ينسئ ، و يجمع و يرصد ، فاذا تثبت يرد الرد الموجع ، و ندرة غضبة لم تطمع احدا به ، بل ربما كانت سبب تمتعه بالهيبة ، و لكنه عندما يغضب يثور كثورة البركان .
يقول عنه الطوفان : " من ابرز الرجال الذين صار لهم مستاهمات مع الملك عبد العزيز ابان توحيد هذه البلاد ولم شتاتها . . و عرف الشاب ابن شهيل بالشجاعة وز حسن التصرف . . " ، و بصحيفة المسائية كتب محمد الوعيل بعأم ودة اليوم الثأم ن تحت عنوان : محمد الشهيل كما عرفته ، كتب : " . . . الشيخ
محمد الشهيل واحد من جيل التحدى الذي تخرج من مدرسة عبد العزيز – طيب الله تراه – وقد بدا حياته العملية في اضخم المسؤوليات . . "
وما أو رد التاكيد عليه بنهاية هذا القسم المتصل بشخصيه صاحب السيرة انى ترددت بكتابته خشية اتهأم ى بالمبالغة ، أو بوصفة بما ليس فيه ، و لكننى ايضا رايت انه ليس من البر تجأو ز اهم خصالة ، طالما ان بعض ما يعرفونه لم يزالوا على قيد الحياة ، وقد كتب فيه من الشعر و النثر ما يؤيد ما قلنا فيه ، علما بانى لم استفض ، وقد اختصرت .
كتب صاحب كتاب ( رجال في الذاكرة ) : " . . . كان ابن شهيل شجاعا و سياسيا قابل الأم أم يحيى – رحمة الله – و تفأو ض معه حتى اتبعة قبل حرب اليمن ، و اجتمع عدة مرات مع مسؤولين عراقيين و ضباط انجليز لمناقشة الحدود و الخلافات . . على المراعى ايأم كان العراق تحت النفوذ الانجليزى " .
وقال صالح الشيحى بزأو يته اليومية الثابته في صحيفة الوطن من اهم عنوان " لينة و الشيخ محمد الشهيل – رحمة الله – كان واحدا من اهم الشخصيات الانسانية و القيادية التي عرفها و احبها اهل الشمال منذ ان كان وكيلا لأم ارة منطقة حائل حتى وصوله في منتصف السبعينات الهجرية إلى أم ارة " لينة " ، توليه أم ارة لينة سبق توليه وكالة أم ارة منطقة حائل يضيف : " تذكرت ماثر أم يرها الشيخ الشهيل – رحمة الله – وانا اقرا و اسمع على الدوأم ، و منذ سنوات شكوى عن تلك القرية التريخية . . . ".
حياته الخاصة :
رغم ان جل اهتمأم ة كان منصبا على عمله الذي تستدعي طبيعته التنقل من مكان لمكان ،وتقتضي احيانا كثيرة انقطاعه عن عائلته مدة طويلة ، ومن
الأم كنة النائي الذي لاتتوافر فيه حتى شبه الاحتياجات الضرورية ،وما كان منها بوضع تعبئة دائم ،وعرضة للعديد من المخاطر ،خاصة اثناء الفترة التي سبقت اخماد الفتن ،وكتشف مرأم ي المتأم رين ،واكتشاف النفط .
رغم كل ذلك كانت حياته العائلية هادئة ومستقرة ،واتسمت بالتواصل والحميمية ،وغلبت عليها السعادة ،وان فرقت المسافات احيانا ،وتباعدت الاجساد فالنفوس كانت متقاربة ، و القلوب متحابة ، و لم يتخللها ما يمكن اعتباره : خلالفات جوهرية ، وقد زادها الزمن رسوخا ، و مودة و ثباتا .
زوجاته :
كان زواجه الأو ل بحسب روايته قبل بلوغه العشرين في اعقاب استلاهمة أم ارة تبوك من ابنه شيخ مشائخها حينها عبد الله العريض التي انجب منها بنتا ماتت رضيعة ، ولكن زواجة هذا لم يعمر طويلا الا ان علاقة بوالدها لم تتاثر لخبراته و مكانته ، و حداثه سن صاحب السيرة ، ومن المعروف ان آل غريض من الحميدات وهم كعابنه يعود نسبهم إلى قريش ، الا انهم حاليا موزعون بين منطقة تبوك و الأردن .
ومع ان آل غريض اسرة مشهور افرادها بكونهم تجارا ، فمشيخة تبوك مازالت فيهم ، وإلى وقت قريب كانت رئاسة بلديتها مقصورة عليهم ، واخر شيخ منهم هو عناد الذي توفي قبل سنين قليلة حيث يشير اليه فيلبى عند زيارته تبوك بمطلع الخمسينات بقوله : " وقد ذات يوم احد التجار المعروفين في متجره المؤثث النظيف . . واسمة عناد الغريض ، ولم يكن على ثرائه قد فقد ايا من مميزات تجار العرب القدأم ى . . انه يملك القسم الاكبر من النخيل في تبوك . . و بالرغم من مركزه التجارى ، فقد كان محافظا يحب ان يظهر كاى
رجل عادى . . ، و يضيف : " . . وفي ذلك الوقت كان مهتما بمشروع كانت الشركة التي أم ثلها – سكونى فاكوم أو يل – تحبذ تحقيقة فيما اذا ثبت لها انه مفيد من الناحية التجارية . . " ، علما بان من بين افراد الغريض الان غيرة كابنى عبد الله المشار اليه احمد من كبار الاعيان ، ومحمد المعتبر من اكبر رجال الأعمال ، و ابنه على الدين بالاضافة لأعمال هم بالمملكة لهم أعمال ناجحة في الأردن ، و سوريا ، و لبنان و اليونان ، و ابنه الاخر الدكتور بشير عضو بمجلس الشورى سابقا .
زواجه الثانى ، وهو الذي دأم قرابه اربعين عأم ا ، و اثمر ثمانية ذكور مات اثنان منهم ، واثنى كان على فوزية بنت محمد بن رحيل الفقير ، و لفقرا من عتره ، ومنهم الشفقة ، و الجمعيات ، و المغاصيب ، و الحجور ، و الخماعلة ، و مساكنهم ، ممتدة ما بين مدائن صالح ، و تيماء ، وهى من بنات رؤساء العشيرة التي كان لها شان كبير نفوذا و ثراء حين كان خط سكة حديد الحجاز يعمل ، ومنذ صغرها وعت على من حولها من البلدان ، حيث قأم ت مع زويها برحلات إلى الأردن ، و فلسطين ، و سوريا ، و لبنان ، ووالدتها من آل رمان حكأم تيماء السابقين ، وتمت بصلة قرابه لآل غريض اهل تبوك .
و فوزية هذه والدتنا نحن الاشقاء : فيصل – عبد الله – خالد متوفي – نورة – عبد العزيز – فهد – سلطان ، اشتهرت بالكرم ، و الفروسية ، و قوة الشخصية ، و المواقف الشجاعة و حسن التدبير و التحضير تزوجها الوالد في تبوك ، و كانت إلى جانبة دائما ، وقد كان شقيقها الاكبر ، و اسمة عادل من ابرز مثقفي زمانه اذ كان إلى جانب ثقافته العربية يجيد التركية ، و يتحدث الفرنسية ، لانه قد درس في كلية النجاح بفلسطين .
صورة تجمع صاحب السيرة بابنائة عبد الله و عبد العزيز و خالد و فهد
و ثالث زواج له كان على هوى بنت صلفيق بن فروان في الحدود الشمالية و كانت معه طوال سنوات عمله بحائل ، و بعد ذلك لعد سنوات ، ولكنه لم يرزق منها ، فتم الطلاق بالتراضى و المعروف .
و اخيرا تزوج من سورية من عائلة آل هنيدى المعروفة في دير الزير ، الا ان والديها مقيمان بدمشق ، وقد اثمر زواجة منها سماها على اسم والدته الجوهرة ، وهى طالبة بالمرحلة الجأم عية .
علاقاته :
علاقاته كثيرة و متنوعة و قديمة و حديثة ، و الملاحظ فيها ان علاقة اتلزمالة اغلبها تطورت إلى صداقة وثيقة وانه في صداقاته لا ينظر إلى المستوى بل لذات الصديق ، و مقدار انسانيته ووفائة ، و حرصه على التواصل مع افراد اسرته ، و المتصلين بها بنسب أو غيرة ، سواء القريب منهم أو البعيد ، و استقبالة اى
شخص من غير موعد مسبق ، و حين كان في مواقع المسؤولية لم تؤثر علاقاته الشخصية بعمله .
صورة تجمع صاحب السمو الأم ير عبد العزيز بن مساعد بن جلوى أم ير منطقة حائل – رحمة الله – و صاحب السمو الملكى الأم ير خالد الفيصل أم ير منطقة عسير و بينهما صاحب السمو الأم ير جلوى بن عبد العزيز بن مساعد نائب أم ير المنطقة الشرقية و معهم صاحب السيرة .
و كذلك لم تقتصر علاقاته على السعوديين و المقيمين ، و أم تدت إلى العديدين من العرب و غيرهم ممن تعأم ل معهم ، أو التقاهم في المناسبات العديدة ، واذا لم تتيسر اللقاءات و الاجتماعات ان بسبب الاقأم ة ببلد ، أو مدينة بعيدة ، أو لسفرلا يقطع الاتصال للسؤال و الاطمئنان من حين لاخر ، وفي الاعياد و المناسبات للتهنئة أم ا بواسطة الهاتف ، وأم ا بالمرأس لات .
ما ان انقضى العهد الراشيدى " عدا فترة وجيزة ببداية الخلافة الأم وية ، ربما كانت لدوزاعى عصيبة و عسكرية ، حيث قررت بعض الهبات و الاعطيات " ، حتى طوى نجدا النسيان نتيجة اهمالها ، فلم يولها اى من الدول الإسلام ية اهتمأم ا رغم ما بلغته بعضها من غنى و تطور ، و ما قأم ت به من اصلاحات ، و أم تدادها هذه الدول بالفرسان و المجاهدين ، و فحول الشعراء ، و الخيول الاصلية ، و النياق المجيبة ، و جميع حاولت التمور و الحبوب ، و اجودها ، و لكونها كانت مصدر الفصحى ، و مهد العرب .
ترى اكان السبب جغرافيتها التي نأت بها على المنافذ ، و مواطن الحضارة ، فقبعت في صحراء واسعة قاحلة لازرع ولا درع ، تحف بها المخاطر ، و يقسوا فيها المناخ ؟ ! .
اشتهرت منطقة نجد بخصال انفردت بها ناسا و طبيعة ، و حتى حيواناتها ، فناسها يمتازون بالفرأس ة و الفروسية بالدهاء و الذكاء ، و بمقدارتهم على التحمل ، ولطالماالهمت طبيعتها المبدعين الذين تغنوا بصباها و خزأم اها ، و ما من مفارق لها الا وحن إليها ، و غلبه الجفاف عليها في المئة سنة الاخيرة لم يحرمها من الجمال ، و قسوة مناخها و انفرداتها لا مثيل لها ، وتعرضها للمجاعات اغنى مقأو مة اهلها ، و غزوات الجراد ، و سنوات القحط لما تفت بعضدتهم .
انها لولا الاهمال و التهويش ، و تحويلها إلى منفي المغضوب عليهم ، و ملجا لطر يدى العدالة لما عاث فيها قطاع الطرق ، و عانت العزلة ،
تعرف من الإسلام غير اسمة ، و تعتمد العرف ، ولا تعترف بغير ما يراه رؤوسهم ، و قروية متحاربة ، ومع القبيلة متعادية ، وقد تركت لمتخاصمين الخيار بالفصل في خصوماتهم مادأم ت لا تمس مصلحة رؤسائها .
لم تشهد منطقة نجد حكومة مركزية قوية طوال تاريخها الممتد من انقضاء العهد الراشدى حتى قيأم الدولة السعودية في دورها الأو ل ، وان اسست مشروعا نهضويا اسلأم يا ، و حأو ل مؤسسو الدور الثانى المواصلة ، فتحقق ما كان انه بعيد المنال ، فالنقلة النوعية ، و القفزة المرتادة ، و الفكر الاستشرافي ، و النظرة الواعية الفاحصة جسدها مؤسس الدور الثالث الذي ثبت الكيان الكبير ، فصار مستعصيا على التراجع و التجزئة .
اعادة تكوين الملك عبد العزيز للدولة السعودية جاءت مختلفة بصيغتها عما سبقها و عصرها ، و لسنوات بعدها ، فبتجأو زالعصبية القبلية ،والتشدد الاقليمى ،والعمل على كل البجهات ،والتنسيق بين محتلف النشاطات ،ونزعة الاصلاح فية،ومراعاة الأو لويات لم يكتف فيها باحياء ما مكان ،وتفعيل ما هوكائن ،وانما انبض بفكرة و فعله ، و جهاده الطموح المدروس الذي حققه ، فتعبدت سبل الزيادات و الاضافات ، بيد انه حينما كان صاحب هذه السيرة بعمر الطلب ، كان لم يمض بعض الوقت اللازم للوصول إلى الاهداف المطلوبة .
كانت الأو ضاع الداخلية بعد غير مناسبة من حيث تدنى الوعى ، و شح الموارد
، و سلبيات الحكم السابق ، و لم تكن الخلفيات التاريخية قبل الوحدتين السياسيتين السابقتين وما اعقب سقوط البراعية ، وما برى بين ابناء الأم أم فيصل ابن تركى من اثار قد زأدت تمأم ا ، و اقليمينا عأدت القوى المستفيدة من التقزم ، و التعأم ل مع المحتل سيرتها الأو لى ، و قد رات الدولتان المتصارعتان على
الجزيرة العربية في عبد العزيز خطرا يتهدد مصالحهم و نفوذهما ، و اخذت الطبول الحرب العالمية الأو لى تقرع الأو باب ، الا انه رغم هذه الظروف الصعبة ، و التحديات العتية استطاع بعد تغلبة على نفسة اقرار الأم ن بدائرة نفوذه ، و برز بروزا سياسيا و عسكريا لفت انظار المراقبين ، و اعش أم ال المواطنين ، و قد حرر اقليم الاحساء ، و اسس حركة الاخوان ، و تتالت على اثرها الهجر بفضل مساعدته المادية و المعنوية ، و نجحت فيها حملة الوعظ و الارشاد التي شنها ضد الجهل ، و الفوضى ، و العصابات التي زابت بالتاخى على العقيدة ، و قد علم المهاجرين الزراعة و بعض الحرف ، و أم ور دينهم ، فاستقرت احوالهم بالطاعة و نظأم ، و التالف و التعأو ن ، و صارت الهجر قلاعا منيعة دائمة التعبئة استعدادا للجهاد ، و خلايا عمل و انتاج .
مما سبق نتبين ان الوقت مازال مبكرا للاستقرار التأم ، و توحيد البلاد ، وان قدرات عبد العزيز ، موهبة اختصرت الزمن و حقق لمفهومة الحضارى ، و جهد وطاقته فوق ما كان متوقعا ، و ظلت المواجهات ، و التحديات مستمرة ، و الصعوبات قائمة ، و رغم ما حدثته حركة الاصلاح الدينى التي تبناها السعوديون من جدلية فكرية اسفرت عن مشروع عربى نهضأو ى كأدت تقضى عليهم مفهومات من لا يبدون انفسهم بالتقوقع ، و التفرقة ، و التشدد ، و كان عبد العزيز ما زال في طور الموجهات ، محاربة المأم رات .
تعليمة :
اثناء هذه الفترة اىفيالسنوت التي اعقبت مباشرة استرداد مدينة الرياض، لم تكن مناطق الجزيرة العربية ومنها نجد ،عدا الحجاز،وبشكل جزئي ،ويشوبة التتريك ،لم تكن بعد قد عرفت التعليم الحديث،وكانت
السيادة فيها للتعليم الديني الذي لاشك باهميتة بحياةالمسلم ،عابا وعأم لا وانسانا معطاء ،ولكن تنوع متطلبات الحياة ،واختلاف الزمن وتكاثر المناشط ،وتعد د الادوار،وما كان قد بلغة العالم من تطور الح بضرورةالاهتمأم ببعض الجوانب المادية حتى تتوازن حياة الانسان بالثابت الروحي ،والمتغير المادي .
والتعليم الديني كثيرا ما فعل حركة الحياة فتاسست بموجبة مشروعات نهضوية رائدة تميزت بالقيم ،وبعد النظر ،وعمق الطرح ،وجدية البحث ،والأم انة العلمية ،ونحد شهدت نهضة دينية فعلت سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا فكانت يقظفة اسلأم ية ،وبعثا عربيا ،ولكنها لاسباب كثيرة سبقت الاشارة لبعضها تراجع التعليم فيها ،ولم يستعد عيتة ، ويتطور عما كان عليه الا عقب بضعة عشر عأم ا من تاريخ استرداد الرياض ،ورغم صعوبة التحصيل قبل هذة الاعوأم لاسباب اقتصادية ،اجتماعية كان في أم كان الراغببمواصلة التحصيل الدراسة على كبار العلماء بالرياض،وغيرها وحضور حلقاتهم بعد الانتهاء من مرحلة الكتاب ،وتيسر مطلبة بالاعانات.
المتخاصمين و بحكمته ، ولم يكن يتقاضى اجرا من الذين يدرسون عليه ، فبات محل ثقة ، و المؤتمن على الاسرار و الأم وال ، و المستشار الناصح .
يتحدث عن التعليم فيقول ما معناه لا حظت ان من كانوا بالكاد يقرأو ن و يكتبون ينالون عناية خاصة ، و دائما الناس يبحثون عنهم ، فوددت ممائلتهم على الاقل ، و لكننى في الوقت نفسة شددت للجهاد ضمن جنود ابن مسعود الذي لمع نجمة ، وعلا صيته ، وكانت رغبة الوالدين : ان اتم تعليمى ، ولكننى اكتفيت من التعليم بالكتاب بحفظ اجزاء من القران الكريم ، و معرفة القراءة و الكتابة ، و بعض المسائل الحسابية البسيطة . . وقد حرصت ان يتاهل أو لاًدى باعلى الشهادات ، و بالفعل جميعهم حصلوا على الشهادات الجأم عية ، و بينهم من زاد عليها .
عن مؤهلاته يقول : " مشينا من خير في خير إلى هذه الساعة ، وقد عملت في المناطق في المملكة احدى و ثلاثين سنة ولم اطلب الرياض ، كنت في مهمات في تبوك إلى الحجاز إلى المنطقة الشمالية الشرقية في حدود العراق ، و هذه راح فيها عمرى كله ثم صرت وكيلا لأم ارة حائل ، و خدممى التي خدمتها في الدولة 48 سنة و بدات بالخدمة و عمرى 15 سنة و استمر علملى حتى احلت للتقاعد عأم 1396هـ و قالوا لى حضر لنا مؤهلاتك !1 وكان معى برقيات جاءتنى من الملك عبد العزيز لما رفعت لة بانى دخلت جيزان ، و برقيات جاءتنى من فيصل بن عبد العزيز و كان هو نائب الملك في الحجاز ، فقلت للذين طلبوا مؤهلاتى اعرضوا هذه على الملك فيصل وهو يعطيكم الجواب فكتب يقول : الذي معه هذه لا يسال عن مؤهلاته . " واعتبر هذه عندى شهادة من فيصل بن عبد العزيز – رحمة الله ".
تحصيلة العلمى اضافت اليه تجاربه ، و متابعهته للاخبار ، و تعدد مسؤولياته ،و مخالطته لبعض المثقفين ، و ذوى الشان ، و استعداداته الخاصة معرفة عأم ة بالعقيدة ، و احكأم الشريعة ، و الساسة و السياسة ، و دوافع الدول ، و اسباب التطورات نو ان بقراءة خطة بعض الصعوبة ، وغير جميل ، و تكثر بكتابته الاخطاء النحوية و الأم لائية ، فشروحاته على المعأم لات تدل على خبرة طويلة ، و اسلوبه مستقيم ، و ذاكرته قويه ، و استيعابه عال .
ومن ميزاته انه اذا أم لى لا يحار – الا نادرا – باللفظ الذي يؤدى المعنى وفي اغلب الاحيان يحأو ل دعم راية أم ا بالمنطق ، وأم ا بالحجج و بمدأو مته على قراءة القران بات يحفظ معظم اجزائه ، و قليلا ما كان يخطئ فيه حتى انى لاذكر انه كان اذا غاب الأم أم لسبب ما يؤم المصلين اثناء الرمضانات في صلوات الترأو يح .
كذلك له المأم بالتاريخ الإسلام ى ، و التاريخ السعودى بخاصة ، و كثيرا ما يتمثل بابيات من الشعر العربى الفصيح و يحفظ المطولات من الشعر النبطى ، و سرد الحكايات عن بعضها ، و فضلا على جمال صوته اذا انشدج ، فهو شاعر نبطى متمكن ، و لكنه مقل .
ومن شعره الذي نشر قصيدة قالها برثاء الأم ير عبد العزيز بن مساعد نشرتها مجله اليمأم ة ، و لكننا ننقلها هنا عن كتاب الأم ير عبد العزيز بن مساعد حياته و ماثرة و عنوانها ابكوا معى :
ابكوا معى لفراق نجم بعد غاب
الحاكم اللى ما يعوض بديلة
ابكوا معى ريف اليتأم ى و الاقراب
شيال جزالات الحمول الثقيلة
ابكوا معى يا شيوخنا اقراب و اصحاب
الحاكم اللى ما مشى بالرذيلة
والله لبكى كل ما ذكر لو غاب
مرحوم يا للى له فعول جليلة
مرحوم يا اللى للمعادين حراب
كساب في الشدات كل الثقيلة
ليا اشتدت الشدات داسة و لا هاب
و مترخ فعله سنين طويلة
اسد العرين وفي المهمات ينهاب
جاهد بروحه مع جيوشة و خيله
حأم ى الشريعة و لهل الدين جداب
لحماية التوحيد يا كبر شيله
ريف الفقير اليا اشتبك حزم كلاب
الحاكم الصمصأم حأم ى الدبيله
وداع يا اللى الكل من فقده انصاب
بجوار ربك في الجنان الظلييله
انوح نوح الورق و احيب ما اجاب
و اعوى عوى سرحان و اعول عويله
عليك يا اللى طيب مثل ما انطاب
يروى سحابه كل من يستخيله
وصلاه ربى فوق عدات وحساب
على النبى عداد وبل المخيلة
شخصيته :
كان ربعة يميل للطول و النحافة ، و يخالط لونه الحنطى شئ من الحمرة ، مستطيل الوجه ذو انف يتناسب مع شكلة ، و عينين مائلتين قليلا للضيق ، و لحية و شارب ، و شعر اسود غزاه الشيب مبكرا ، و اخذ بالتساقط منذ ان كان بالثلاثين ، و قد أم تاز بقوة البنية ، و الحيوية ، و حب العمل ، و المثابرة ، و الحرص على المواعيد ، و الفرأس ة ، و سرعة الاستيعاب و الاستيقاظ ، و سعة الصدر ، و التريث ، وقوة الذاكرة ، و الاسترسال في الحديث ، و تنظيم وقته ، و نظافة هندأم ة ، و بالجراة في المعارك ، و ابداء الراى .
صاحب الصورة في عقدة السادس
كان قليل الاكل و النوم ،ولا يسهر الا مضطرا ،ومنهما طال سهره فوقت استيقاظه من غير موقظ ،أو منبه لا يتغير ،ورغم انه لا يهتم بنوع الطعأم بحيث لا يشترط ،أو يطلب اكلة بعينها ،يكثر من شرب الحليب واللبن ،والشاي والقهوة الخروج للبر ،والصيد ،واقتناء مختلف حاولت الاسلحة ،والصقور ،وقيادة السيارات .
كان يومه يبا قبل اذان الفجر ،وعقب صلاته يقرا لبعض الوقت ،بالمصحف ،ومن ثم يتنأو ل افطاره المكون من القهوة والتمر ،وصفار بيضتين مخفوفتين بالحيب الساخن ،ومباشرة يخرج لمكتبه الذي يدأو م فيه حتى آذان الظهر ،وبعد الصلاة يتعدى في الغالب مع مساعيه،والخويا ،وبعدئذ يتمدد لبعض الوقت للمرحلة بالمترل ،ثم ينهض لشرب الشاي والقهوة ،وبعد الانتهاء من اداء صلاة العصر بالمسجد يباشر علمه بجلسة عأم ة إلى أذان المغرب .
ومابين المغرب والعشاء يختلي بنفسه لمراجعة حصيلة اليوم من المعأم لات ،والتفكير بما يستخذ بشانها إلى ان يحين وقت صلاة العشاء ،ومن بعدها يتنأو ل عشاءه فيجلس خاصة لزواره لمدة ساعتين على الأكثر ،ان لم يكن حدث ما يستدعي اطالة الجلسة ، و اخيرا يأو ى إلى غرفة نومه لستمع للأخبار في الاذاعات ، و لمدة ساعة قبل النوم على الاكثر .
وبعدما تقاعد ، و استقر بالرياض لم يغير نظأم حياته اليومى ، وان لم يعد لع عمل ، شغل نفسة بسقاية الزرع ، و اصلاح ما يستطيع اصلاحة في البيت ، و تفقد ابنائه ، و استقبال ، و زيارة اقاربة و اصدقائة ، و زملائة ، و بعض معارفة من المسؤولين ، وفي هذه الاثناء زار كثيرا من بلدان العالم ان للعلاج ، أو للسياحة ، وفي سنواته الاخيرة اعتاد الاصطياف بمنتج الزبدانى في سورية ،
و لكنه قبل وفاته ببضعة اشهر ،وكانت السنون قد اثقلت حركته ، و اضعفت بصرة ، قرر البقاء بالرياض ، و ادمن الاستماع للراديو ، و احتفظ بساعة ناطقة لتذكيره بالوقت ، و مواعيد الصلاة و رغم ان ذاكرته ضعفت قليلا لم يفقدها ، و سرعان ما يتذكر اذا ذكر ، وظل محتفظا بقواه العقلية ، ولم يهذ قط .
كان – رحمة اله – حليما لا يستهين باحد ، و مستمعا لا يتجاهل محدثة كبيرا كان أو صغيرا ، و محدثا لبقا يملك إلى جانب مخزونة الثرىمن المعلومات ، و القصائد وا الحكايات ، و التجارب و الذكريات ، و المواقف الطريفة و المرحة التي مر بها قدرة على الاقناع لحسن منطقة ، و قوة حجته ، و اختياره للالفاظ و العبارات المناسبة لمقتضى الحال ، وكثرة استشهادة بمحفوظاته من الايات الكريمة و الاحاديث الشريفة ،و الشعر و الاقوال الماثورةة .
و عارفوه الذين تعأم لوا معه ، و خبروه يصفونه بالدهاء و الحنكة و حسن التصرف و هو من الشهود لهم بالشجاعة و قوة الشخصية و الحزم من غير صلف أو تعال ، و كتوم لا يبدو عليه الضيق و التذمر و لا يتلفظ بالنابى من الكلأم ، و كثيرا ما يغض الطرف عن اللساءة ، وا ياخذ بالوشاية ، غير انه من النوع الذي لا ينسئ ، و يجمع و يرصد ، فاذا تثبت يرد الرد الموجع ، و ندرة غضبة لم تطمع احدا به ، بل ربما كانت سبب تمتعه بالهيبة ، و لكنه عندما يغضب يثور كثورة البركان .
يقول عنه الطوفان : " من ابرز الرجال الذين صار لهم مستاهمات مع الملك عبد العزيز ابان توحيد هذه البلاد ولم شتاتها . . و عرف الشاب ابن شهيل بالشجاعة وز حسن التصرف . . " ، و بصحيفة المسائية كتب محمد الوعيل بعأم ودة اليوم الثأم ن تحت عنوان : محمد الشهيل كما عرفته ، كتب : " . . . الشيخ
محمد الشهيل واحد من جيل التحدى الذي تخرج من مدرسة عبد العزيز – طيب الله تراه – وقد بدا حياته العملية في اضخم المسؤوليات . . "
وما أو رد التاكيد عليه بنهاية هذا القسم المتصل بشخصيه صاحب السيرة انى ترددت بكتابته خشية اتهأم ى بالمبالغة ، أو بوصفة بما ليس فيه ، و لكننى ايضا رايت انه ليس من البر تجأو ز اهم خصالة ، طالما ان بعض ما يعرفونه لم يزالوا على قيد الحياة ، وقد كتب فيه من الشعر و النثر ما يؤيد ما قلنا فيه ، علما بانى لم استفض ، وقد اختصرت .
كتب صاحب كتاب ( رجال في الذاكرة ) : " . . . كان ابن شهيل شجاعا و سياسيا قابل الأم أم يحيى – رحمة الله – و تفأو ض معه حتى اتبعة قبل حرب اليمن ، و اجتمع عدة مرات مع مسؤولين عراقيين و ضباط انجليز لمناقشة الحدود و الخلافات . . على المراعى ايأم كان العراق تحت النفوذ الانجليزى " .
وقال صالح الشيحى بزأو يته اليومية الثابته في صحيفة الوطن من اهم عنوان " لينة و الشيخ محمد الشهيل – رحمة الله – كان واحدا من اهم الشخصيات الانسانية و القيادية التي عرفها و احبها اهل الشمال منذ ان كان وكيلا لأم ارة منطقة حائل حتى وصوله في منتصف السبعينات الهجرية إلى أم ارة " لينة " ، توليه أم ارة لينة سبق توليه وكالة أم ارة منطقة حائل يضيف : " تذكرت ماثر أم يرها الشيخ الشهيل – رحمة الله – وانا اقرا و اسمع على الدوأم ، و منذ سنوات شكوى عن تلك القرية التريخية . . . ".
حياته الخاصة :
رغم ان جل اهتمأم ة كان منصبا على عمله الذي تستدعي طبيعته التنقل من مكان لمكان ،وتقتضي احيانا كثيرة انقطاعه عن عائلته مدة طويلة ، ومن
الأم كنة النائي الذي لاتتوافر فيه حتى شبه الاحتياجات الضرورية ،وما كان منها بوضع تعبئة دائم ،وعرضة للعديد من المخاطر ،خاصة اثناء الفترة التي سبقت اخماد الفتن ،وكتشف مرأم ي المتأم رين ،واكتشاف النفط .
رغم كل ذلك كانت حياته العائلية هادئة ومستقرة ،واتسمت بالتواصل والحميمية ،وغلبت عليها السعادة ،وان فرقت المسافات احيانا ،وتباعدت الاجساد فالنفوس كانت متقاربة ، و القلوب متحابة ، و لم يتخللها ما يمكن اعتباره : خلالفات جوهرية ، وقد زادها الزمن رسوخا ، و مودة و ثباتا .
زوجاته :
كان زواجه الأو ل بحسب روايته قبل بلوغه العشرين في اعقاب استلاهمة أم ارة تبوك من ابنه شيخ مشائخها حينها عبد الله العريض التي انجب منها بنتا ماتت رضيعة ، ولكن زواجة هذا لم يعمر طويلا الا ان علاقة بوالدها لم تتاثر لخبراته و مكانته ، و حداثه سن صاحب السيرة ، ومن المعروف ان آل غريض من الحميدات وهم كعابنه يعود نسبهم إلى قريش ، الا انهم حاليا موزعون بين منطقة تبوك و الأردن .
ومع ان آل غريض اسرة مشهور افرادها بكونهم تجارا ، فمشيخة تبوك مازالت فيهم ، وإلى وقت قريب كانت رئاسة بلديتها مقصورة عليهم ، واخر شيخ منهم هو عناد الذي توفي قبل سنين قليلة حيث يشير اليه فيلبى عند زيارته تبوك بمطلع الخمسينات بقوله : " وقد ذات يوم احد التجار المعروفين في متجره المؤثث النظيف . . واسمة عناد الغريض ، ولم يكن على ثرائه قد فقد ايا من مميزات تجار العرب القدأم ى . . انه يملك القسم الاكبر من النخيل في تبوك . . و بالرغم من مركزه التجارى ، فقد كان محافظا يحب ان يظهر كاى
رجل عادى . . ، و يضيف : " . . وفي ذلك الوقت كان مهتما بمشروع كانت الشركة التي أم ثلها – سكونى فاكوم أو يل – تحبذ تحقيقة فيما اذا ثبت لها انه مفيد من الناحية التجارية . . " ، علما بان من بين افراد الغريض الان غيرة كابنى عبد الله المشار اليه احمد من كبار الاعيان ، ومحمد المعتبر من اكبر رجال الأعمال ، و ابنه على الدين بالاضافة لأعمال هم بالمملكة لهم أعمال ناجحة في الأردن ، و سوريا ، و لبنان و اليونان ، و ابنه الاخر الدكتور بشير عضو بمجلس الشورى سابقا .
زواجه الثانى ، وهو الذي دأم قرابه اربعين عأم ا ، و اثمر ثمانية ذكور مات اثنان منهم ، واثنى كان على فوزية بنت محمد بن رحيل الفقير ، و لفقرا من عتره ، ومنهم الشفقة ، و الجمعيات ، و المغاصيب ، و الحجور ، و الخماعلة ، و مساكنهم ، ممتدة ما بين مدائن صالح ، و تيماء ، وهى من بنات رؤساء العشيرة التي كان لها شان كبير نفوذا و ثراء حين كان خط سكة حديد الحجاز يعمل ، ومنذ صغرها وعت على من حولها من البلدان ، حيث قأم ت مع زويها برحلات إلى الأردن ، و فلسطين ، و سوريا ، و لبنان ، ووالدتها من آل رمان حكأم تيماء السابقين ، وتمت بصلة قرابه لآل غريض اهل تبوك .
و فوزية هذه والدتنا نحن الاشقاء : فيصل – عبد الله – خالد متوفي – نورة – عبد العزيز – فهد – سلطان ، اشتهرت بالكرم ، و الفروسية ، و قوة الشخصية ، و المواقف الشجاعة و حسن التدبير و التحضير تزوجها الوالد في تبوك ، و كانت إلى جانبة دائما ، وقد كان شقيقها الاكبر ، و اسمة عادل من ابرز مثقفي زمانه اذ كان إلى جانب ثقافته العربية يجيد التركية ، و يتحدث الفرنسية ، لانه قد درس في كلية النجاح بفلسطين .
صورة تجمع صاحب السيرة بابنائة عبد الله و عبد العزيز و خالد و فهد
و ثالث زواج له كان على هوى بنت صلفيق بن فروان في الحدود الشمالية و كانت معه طوال سنوات عمله بحائل ، و بعد ذلك لعد سنوات ، ولكنه لم يرزق منها ، فتم الطلاق بالتراضى و المعروف .
و اخيرا تزوج من سورية من عائلة آل هنيدى المعروفة في دير الزير ، الا ان والديها مقيمان بدمشق ، وقد اثمر زواجة منها سماها على اسم والدته الجوهرة ، وهى طالبة بالمرحلة الجأم عية .
علاقاته :
علاقاته كثيرة و متنوعة و قديمة و حديثة ، و الملاحظ فيها ان علاقة اتلزمالة اغلبها تطورت إلى صداقة وثيقة وانه في صداقاته لا ينظر إلى المستوى بل لذات الصديق ، و مقدار انسانيته ووفائة ، و حرصه على التواصل مع افراد اسرته ، و المتصلين بها بنسب أو غيرة ، سواء القريب منهم أو البعيد ، و استقبالة اى
شخص من غير موعد مسبق ، و حين كان في مواقع المسؤولية لم تؤثر علاقاته الشخصية بعمله .
صورة تجمع صاحب السمو الأم ير عبد العزيز بن مساعد بن جلوى أم ير منطقة حائل – رحمة الله – و صاحب السمو الملكى الأم ير خالد الفيصل أم ير منطقة عسير و بينهما صاحب السمو الأم ير جلوى بن عبد العزيز بن مساعد نائب أم ير المنطقة الشرقية و معهم صاحب السيرة .
و كذلك لم تقتصر علاقاته على السعوديين و المقيمين ، و أم تدت إلى العديدين من العرب و غيرهم ممن تعأم ل معهم ، أو التقاهم في المناسبات العديدة ، واذا لم تتيسر اللقاءات و الاجتماعات ان بسبب الاقأم ة ببلد ، أو مدينة بعيدة ، أو لسفرلا يقطع الاتصال للسؤال و الاطمئنان من حين لاخر ، وفي الاعياد و المناسبات للتهنئة أم ا بواسطة الهاتف ، وأم ا بالمرأس لات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق