لاشك إن الكتابة عن أثير غاية في الصعوبة مهما ملك الكاتب من أدوات ، و بلغت مهاراته فما بالك و الأثير اب ، و لست ممن يتمتعون بمهارة غير عادية ، وان رأى بعض الأبناء : أن آباءهم سواء عن الحقيقة أو تصور : لم يعطوا الأبوة حقها فطاعة الله ، و المشاعر توجب : بر الوالدين ، و الإحسان إليهما ، و توقيرهما ، و الأم تثال لأم رهما ، و صلة الرحم ، والتواصل مع الأقارب ، و أيضا من الجميل : حب الناس ، مراعاة العشرة الطويلة ، و تقدير قيمة الصداقة ، و يكفي : أن الوالدين انجبا ، وربيا ، ولا يبدو حتى ، وان عق ابنهما سيكرهانه ، وما قد يحسب : قوة ، أو عدم اهتمأم منهما بنظر ابن ما ، ربما يراه الأب : ضرورة حياتية لتعويده على : الخشونة ، و الاعتماد على النفس ، و زيادة بالحرص الهدف منها – الا نادرا – المحبة .
وعلى اى حال ، فالمسالة نسبية ، و تعتمد على تربية الأسرة ، و أو ضاعها الاقتصادية و الاجتماعية ، و نوعية العلاقة بين افرادها ، و سواء اخطآ الأب أم اصاب بتنشاة ابنه ، فالباعث : ان المطالبة بحقوقه قد يبالغ بها ، أو يحمل ابنه ما لا طاقة له به ، أو عن اجتهاد صائب ، أو خاطئ ، فلكل اب فضل كبير ، حتى وان ظن بعض الأبناء : إن آباءهم قصروا بحقهم ، فالابوة وحدها حقها عظيم .
ونحن بحمد الله ، ونعمة علينا ، عشنا كغيرنا كثيرين بكنف والد عطوف ، رعانا ، ووجهنا ، و حرص على مصلحتنا ، وان لم يسرف بتدليلنا وكنا نخشاة ، لم نشعر يوما بأنه قاس ، ورغم هيبته لم يكن شتاماً أو كثير الأوامر أو عنيفا ، وما كان الضرب أسلوبه بالتربية ، و قليلا ما كان يؤنب ، وأقصى عقوبة يلجا إليها ،
تجنب الحديث مع المسئ منا ، أو حرمانه من الترهة أو الخروج لبضعة أيام ، حيث لم يغب قط إحساسنا حتى يزحمه مسؤولياته ، و كثرة كمشاغلة باهتمامه بنا ، و كنا كثيرا ما نبعد عنه بسبب الدراسة ، ومع ذلك يبدو لنا حاضرا يراقبنا ، مما يدعونا في أكثر الأحيان للتصرف الذي نراه لائقا ، وكان بتعأم لة لا يفرق بيننا .
و عقب تجأر زنا مرحلتي : الطفولة و المراهقة أعطانا – رحمة الله – الحرية خلا ترك الدراسة ، و نبه بضرورة الالتزام و التواضع ، و احترام كبار السن ، و من المحتمل ان حصيلته من التعليم رغم محدوديتها ساعدته على المتابعة ، و الاستفادة من التجارب ، و تعدد مسؤولياته ، و مروره بظروف مختلفة ، و تعأم لة مع فئات متنوعة ، و اطلاعة على بعض الطروحات كون وعيا اهله للتمييز ، قصار يدرك : قيمة التعليم بتكوين الفرد و اعداده لمواجهة التحدى ، و نفع نفسة و مجتمعه .
ومن صفاته : ان حزمة لم يحل دون سماحة بمساحة كافية من الحوار ، وما كنا نظنها صلابة فيه سرعان ما تتبين لينها ، وقد اكمتشفنا بعد انهاء درأس تنا ، و تولى أعمال ، و تكوين عائلات انه كان يخبئ خلف مظهرة الجاد حنانا غأم را ، وحبا كبيرا .
إن ما دعانا لإصدار كتاب عن والدنا حبه ، و الرغبة ببره ، و لرد بعض جميله علينا ، و اعترافا بفضلة ، و لأنه كان من رجال الملك المؤسس الفاعلين ، و بعض خلفائه ، و ذلك من خلال مشاركاته المتواضعة في التأسيس ، وقيامه بتنفيذ العديد من المهام الصعبة ، و المسؤوليات الخطيرة التي كلف بها .
كذلك حاو لنا أن ننطلق من رؤية خاصة لتاريخ مضى ترجمة آل سعود إلى فعل خلاق بعد إن شحنوه بالإيمان ، و العدل ، و الرعاية ، و الأم ن ، و الجهاد ،
و تجدر بالعلم ، الفكر و النمو ، و الثقة ، و الحب و التلاحم ، و تعمق بقوة الارادة ، و نبل الهدف ، فتحركت ، و الحالة هذه منتظمة ، و متفاعلة تتدافع نحو الأفضل شتى الفعاليات .
وأخيراً و ليس اخر ، كان الحافز الأو ل لكتابة سيرة والدنا الذاتية هو عثورنا على وثائق هى عبارة عن بعض الخطابات ، و التقارير التي مضى على احداثها ما ينيف على ثلاثين عأم ا ، و الاطلاع على بعض المصادر و المراجع التي ورد ذكره فيها إلى جانب الوقوف على بعض الاحداث ، و سماع كثير من الشهادات ، وما علق بالذاكرة ، و لكننا لو لم نجد ما نوثق به المعلومات ، مما احتفظنا به من الوثائق أو مما وجدناه من مصادر و مراجع ورد بها ذكره لما قمنا باتاليف هذا الكتاب عن والدنا .
وهنا أو ضح انهذا الكتاب حاولنا ان تتكأم ل فيه جهودنا بالبحث و التعأو ن و تبادل الآراء ، وما كان تنفيذي له إلا لان وقتي بعد تفرغي بالتقاعد يسمح أكثر من اخوانى بإعداده فحاولت – بقدر الأم كان – الاتكاء على التوثيق ، و إتباع المنهج العلمي ، و حرصت ما وسعنى النقل الأم ين و الترام الموضوعية ، وان لا استطيع تجميد عواطفي ، أو مشاعر البنوة ، فانى لم ازد على العواطف و المشاعر بالمبالغات ، و تضخيم الأدوار التي قام بها والدي .
و يجدر بنا في هذا المقأم التنوية بما قأم ت و تقوم به " دارة الملك عبد العزيز " من أعمال جليلة التي منها تفعيلها التاريخي العربي ، و ابانة كنوز لحضارة الإسلام ية خاصة ما يتصل بالمملكة و الجزيرة العربية توثيقا وجمعا وحفظا ونشرا ، و تحقيقا وعرضا و تنظيما ، فأحيت كثيرا مما طواه النسيان ، و حضرت بقوة بحثا
عن المزيد و تدقيقا و دراسة ، و على مختلف المستويات ، بغية تواصل الاجيال و تعميق المعرفة بالذات و فهم الاخر .
و بالتوقف عند " موسوعة اعلأم المملكة العربية السعودية إلى 1383 هـ " التي مازالت حتى تاريخة مصفوفه على " الكمبيوتر " ، حيث اتيحت لى فرصة الاطلاع على ما يهمنى من محتوياتها بجناح الدارة اثناء فعاليات مرور مئة عأم عىل تاسيس المملكة التي لا اشك قط بانها ستصدر بكثير من المجلدات الفاخرة المتميزة بالرصد الدقيق ، و المنهج العلمى ، وقد وجدت ما كتب فيها عن الوالد مختصرا ووافيا .
و يبدو من المناسب التأكيد على قيمة التاريخ لكوننا بمعرفة نستهل الخطوات التي بواسطتها تتأسس الأرضية الصلبة ، و تنضج رؤية المنطلقات التي توفر الطاقات ، و الشعور بالمسؤولية الوطنية ، و الحصانة الحضارية ، و فهم الاخر ، و الاستجابة لكل حاولت التحديات ، فوعى الاجيال الكأم ل بتاريخها عمق تربوى ، و تواصل ندى ، و سبيل للتمييز و الانتقاء .
وفي الختأم ، فهذا الكتاب يقع في عدة فصول ، وقسم خاص بالملاحق و خاتمة ، و ثبت بالمصادر و المراجع ، فالمحتويات بالإضافة لهذه المقدمة ، وهى ما حاولت من خلالها إبراز جوانب من حياة رجل لا يعرفها سوى القليلين ، و رأينا حقه علينا كأبناء تسجيلها ، ومن ما شرفنا به انه كان شاهدا على بعض الأحداث ، و مشاركا يبعضها .
عبد الله بن محمد الشهيل
الرياض
وعلى اى حال ، فالمسالة نسبية ، و تعتمد على تربية الأسرة ، و أو ضاعها الاقتصادية و الاجتماعية ، و نوعية العلاقة بين افرادها ، و سواء اخطآ الأب أم اصاب بتنشاة ابنه ، فالباعث : ان المطالبة بحقوقه قد يبالغ بها ، أو يحمل ابنه ما لا طاقة له به ، أو عن اجتهاد صائب ، أو خاطئ ، فلكل اب فضل كبير ، حتى وان ظن بعض الأبناء : إن آباءهم قصروا بحقهم ، فالابوة وحدها حقها عظيم .
ونحن بحمد الله ، ونعمة علينا ، عشنا كغيرنا كثيرين بكنف والد عطوف ، رعانا ، ووجهنا ، و حرص على مصلحتنا ، وان لم يسرف بتدليلنا وكنا نخشاة ، لم نشعر يوما بأنه قاس ، ورغم هيبته لم يكن شتاماً أو كثير الأوامر أو عنيفا ، وما كان الضرب أسلوبه بالتربية ، و قليلا ما كان يؤنب ، وأقصى عقوبة يلجا إليها ،
تجنب الحديث مع المسئ منا ، أو حرمانه من الترهة أو الخروج لبضعة أيام ، حيث لم يغب قط إحساسنا حتى يزحمه مسؤولياته ، و كثرة كمشاغلة باهتمامه بنا ، و كنا كثيرا ما نبعد عنه بسبب الدراسة ، ومع ذلك يبدو لنا حاضرا يراقبنا ، مما يدعونا في أكثر الأحيان للتصرف الذي نراه لائقا ، وكان بتعأم لة لا يفرق بيننا .
و عقب تجأر زنا مرحلتي : الطفولة و المراهقة أعطانا – رحمة الله – الحرية خلا ترك الدراسة ، و نبه بضرورة الالتزام و التواضع ، و احترام كبار السن ، و من المحتمل ان حصيلته من التعليم رغم محدوديتها ساعدته على المتابعة ، و الاستفادة من التجارب ، و تعدد مسؤولياته ، و مروره بظروف مختلفة ، و تعأم لة مع فئات متنوعة ، و اطلاعة على بعض الطروحات كون وعيا اهله للتمييز ، قصار يدرك : قيمة التعليم بتكوين الفرد و اعداده لمواجهة التحدى ، و نفع نفسة و مجتمعه .
ومن صفاته : ان حزمة لم يحل دون سماحة بمساحة كافية من الحوار ، وما كنا نظنها صلابة فيه سرعان ما تتبين لينها ، وقد اكمتشفنا بعد انهاء درأس تنا ، و تولى أعمال ، و تكوين عائلات انه كان يخبئ خلف مظهرة الجاد حنانا غأم را ، وحبا كبيرا .
إن ما دعانا لإصدار كتاب عن والدنا حبه ، و الرغبة ببره ، و لرد بعض جميله علينا ، و اعترافا بفضلة ، و لأنه كان من رجال الملك المؤسس الفاعلين ، و بعض خلفائه ، و ذلك من خلال مشاركاته المتواضعة في التأسيس ، وقيامه بتنفيذ العديد من المهام الصعبة ، و المسؤوليات الخطيرة التي كلف بها .
كذلك حاو لنا أن ننطلق من رؤية خاصة لتاريخ مضى ترجمة آل سعود إلى فعل خلاق بعد إن شحنوه بالإيمان ، و العدل ، و الرعاية ، و الأم ن ، و الجهاد ،
و تجدر بالعلم ، الفكر و النمو ، و الثقة ، و الحب و التلاحم ، و تعمق بقوة الارادة ، و نبل الهدف ، فتحركت ، و الحالة هذه منتظمة ، و متفاعلة تتدافع نحو الأفضل شتى الفعاليات .
وأخيراً و ليس اخر ، كان الحافز الأو ل لكتابة سيرة والدنا الذاتية هو عثورنا على وثائق هى عبارة عن بعض الخطابات ، و التقارير التي مضى على احداثها ما ينيف على ثلاثين عأم ا ، و الاطلاع على بعض المصادر و المراجع التي ورد ذكره فيها إلى جانب الوقوف على بعض الاحداث ، و سماع كثير من الشهادات ، وما علق بالذاكرة ، و لكننا لو لم نجد ما نوثق به المعلومات ، مما احتفظنا به من الوثائق أو مما وجدناه من مصادر و مراجع ورد بها ذكره لما قمنا باتاليف هذا الكتاب عن والدنا .
وهنا أو ضح انهذا الكتاب حاولنا ان تتكأم ل فيه جهودنا بالبحث و التعأو ن و تبادل الآراء ، وما كان تنفيذي له إلا لان وقتي بعد تفرغي بالتقاعد يسمح أكثر من اخوانى بإعداده فحاولت – بقدر الأم كان – الاتكاء على التوثيق ، و إتباع المنهج العلمي ، و حرصت ما وسعنى النقل الأم ين و الترام الموضوعية ، وان لا استطيع تجميد عواطفي ، أو مشاعر البنوة ، فانى لم ازد على العواطف و المشاعر بالمبالغات ، و تضخيم الأدوار التي قام بها والدي .
و يجدر بنا في هذا المقأم التنوية بما قأم ت و تقوم به " دارة الملك عبد العزيز " من أعمال جليلة التي منها تفعيلها التاريخي العربي ، و ابانة كنوز لحضارة الإسلام ية خاصة ما يتصل بالمملكة و الجزيرة العربية توثيقا وجمعا وحفظا ونشرا ، و تحقيقا وعرضا و تنظيما ، فأحيت كثيرا مما طواه النسيان ، و حضرت بقوة بحثا
عن المزيد و تدقيقا و دراسة ، و على مختلف المستويات ، بغية تواصل الاجيال و تعميق المعرفة بالذات و فهم الاخر .
و بالتوقف عند " موسوعة اعلأم المملكة العربية السعودية إلى 1383 هـ " التي مازالت حتى تاريخة مصفوفه على " الكمبيوتر " ، حيث اتيحت لى فرصة الاطلاع على ما يهمنى من محتوياتها بجناح الدارة اثناء فعاليات مرور مئة عأم عىل تاسيس المملكة التي لا اشك قط بانها ستصدر بكثير من المجلدات الفاخرة المتميزة بالرصد الدقيق ، و المنهج العلمى ، وقد وجدت ما كتب فيها عن الوالد مختصرا ووافيا .
و يبدو من المناسب التأكيد على قيمة التاريخ لكوننا بمعرفة نستهل الخطوات التي بواسطتها تتأسس الأرضية الصلبة ، و تنضج رؤية المنطلقات التي توفر الطاقات ، و الشعور بالمسؤولية الوطنية ، و الحصانة الحضارية ، و فهم الاخر ، و الاستجابة لكل حاولت التحديات ، فوعى الاجيال الكأم ل بتاريخها عمق تربوى ، و تواصل ندى ، و سبيل للتمييز و الانتقاء .
وفي الختأم ، فهذا الكتاب يقع في عدة فصول ، وقسم خاص بالملاحق و خاتمة ، و ثبت بالمصادر و المراجع ، فالمحتويات بالإضافة لهذه المقدمة ، وهى ما حاولت من خلالها إبراز جوانب من حياة رجل لا يعرفها سوى القليلين ، و رأينا حقه علينا كأبناء تسجيلها ، ومن ما شرفنا به انه كان شاهدا على بعض الأحداث ، و مشاركا يبعضها .
عبد الله بن محمد الشهيل
الرياض
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق