السبت، 27 يونيو 2009

الفصل الأول : نسبه وولادته

نسبة :
هو " محمد بن عبد العزيز بن راشد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن راشد بن شهيل " و شهرته " ابن شهيل " إلا أن معظم أفراد ذريته شهرتهم " الشهيل " ، و كنيته : ابو فيصل " ، و الشائع ان " آل شهيل " من " عائذ " المهموزة ، أو " عايذ " المسهلة ، وانها تعود بنسبها إلى " عبيدة " القبيلة القحطانية الشهيرة .
وعلى عائذ تجتمع : عائلات كثيرة بمنطقة نجد ، وغيرها من البلاد العربية ، ولكن يبدو أن أكثريتها متفرقة في المدن و البلدات ، و القرى النجدية ، وهى كلها متحضرة ، وشانها غالبية القبائل العربية الحديثة التي رغم عنايتها بالنساب ، و شدة تمسكها بها من الصعب عليها جدا إرجاع اروماتها إلى قبائل قديمة ، ربما للأسباب الآتية :
1- ذوبان القبائل الصغيرة في القبائل القوية الكبيرة .
2- تنويع الأحلاف و الولاءات ، و الهجرات لأنسابها .
3- طغيان نسبة المكان على نسبها القبلى .
4- اختلاف النسابين في انساب بعضها .
5- إضعاف التحضر لعصبيات البعض الأخر .
6- استقلال بعض فروع القبائل بعد تكاثرها ، و تشابه أسماء بعضها رغم تباعد أنسابه .
أ‌- نسب عائذ :
ب‌- ومن قبيل التخفيف تلفظ عايد غير أن من النسابة من يرى أن عائذا المهموزة غير عايذ بالياء ، و عائذ – براى بعضهم – اربعع قبائل مختلفة انسابها ثلاث عدنانية وواحدة قحطا نية ، وعن " الحمداني " عائذ كثيرة بمصر
و الحجاز ، و نجد ، و بلاد العرب مقسومة لفروع عديدة مختلفة انسابها ، وانتسابها إلى " جنب " من قحطان جاء متأخرا في القرن العاشر الهجري .
ونقلا عن " ياقوت " يقول عمر رضا كحالة : عايذ بطن كانوا يسكنون الوشم بإقليم اليمامة " من غير أن يشير إلى " الجذم " وهذا ما قاله " ابن خميس " وهذا معناه على خلاف ما هو معروف إنها قبيلة مهاجرة لنجد ، وإنها نجدية الجذور ، و حديثة الهجرة إذا ما قارنا هجرتها بزمن صاحب " معجم البلدان " و بنظر " فؤاد حمزة " إن انتساب عائذ إلى ربيعة اقرب لكون ربيعة بن عقيل كانت منتشرة قبل مجئ قبيلة جنب ، وهى نجدية قحطا نية من بطنين عبيدة و شريف ، و لكننا نعرف انه قد شاب ما كتبه عن القبائل ، و انسابها كثير من الخلط و الاخطاء .
ومع صعوبة الجزم في مثل هذه الموضوعات ، فالمعتمد من كتب الانساب ، وما وصلنا بالتواتر ، و روايات كبار السن عن اسلافهم ان عائذا هى عايذ ، وبطن من ثلاثة بطون تتكون منها عمارة عبيدة التي تنحدر من قبيلة " جنب " ذات الجذم القحطانى ، كانت تسكن " سراة عبيدة " جنوبى الجزيرة العربية ، و بسبب مخالفة عائذ ما اتفقت عليه هذه البطون وهو : عدم التعرض لاى غريم أو مطلوب بثار يوم السوق ، وعند حدوث قيأم فرد من افرادها باخذ ثارة بهذا اليوم ،ولم يعاقبه الفرع الذي ينتسب اليه يتعأو ن عليه الفرعان الاخران ، و حدث ان راى عائذى غريمه يوم السوق فقتله ، ولم تعاقبه قبيلته فتعأو ن عليه الفرعان الاخران ، فتفرقت عائذ في أم اكن كثيرة من بلاد العرب .
1- تحضر عائذ : السؤال الذي يبدو طرحة مهما لتقريب ما نطلبه ، وان من المستحيل التحديد فعلى الاقل معرفه كيفية التحول من البدأو ة إلى الحضارة هو متى كان تحول عائذ أو تحضرها ؟
شانها شان كل القبائل التي تحضرت ، وان لم يبق منها احد في البدأو ة بقيت محتفظة بنسبها القبلى ، و ميزات البدأو ه دون تشدد ، فتواصلت مع من يجتمعون معها حتى بالقبيلة التي تتعدد فروعها مهما بلغت ، و اثناء حياة والدنا – رحمة الله – تعرفناعلى كثيرين ينتسبون لعبيدة باعتبارهم ابناء عم ، و كثيرا ما كان يحدثنا عن صلات ابيه ، و بعض اجداده بالعديد من رؤساء قبيله عبيدة ، وما زالت علاقتنا متصلة ببعض من عرفناهم بواسطته .
ان تحديد الزمن الذي تحضرت فيه هذه القبائل يستحيل حتى على اكثر الباحثين ، و المحققين دقة ، و تمتعا بقدرات بحثية بوسط الكم الهائل من الباحثين ،و المحققين دقة ، و تمتعا بقدرات بحثية بوسط الكم الهائل من الاختلافات ، و الاختلافات ، و المبالغات ، و المعلومات المشوشة ، الا انكل ذلك لا يحول دون استنتاج الزمن التقريبى بالاستقراء ، و الاستقصاء ، وعلى ضوء ما يتبين من المعطيات ، بحث يمكن القول ان تحضر القبائل كان متدرجا ، وعلى مراحل ، وفي ازمنة مختلفة .
وفي نجد كان التحضر قديما ، لان خلوها من الانهار ،و المنافذ البحرية لم يقطع الهجرات عنها من مختلف مناطق الجزيرة العربية ، و كانت غالبية المهاجرين من القبائل التي بينها من تحضر ، وقد ابتدأ جزئيا ، وبقى كذلك لفترة طويلة ، واخذ بالتزايد بعدما تكاثر الولاء ،و الرق ، و المهنيون ، و المشتغلون بالزراعة و التجارة ، وقد ادى اخفاء المطلوبين لحقيقتهم خشية وقوع ضرر عليهم إلى
جهل اصول ذرياتهم ، و توغل بعض الفئات بالتحضر لنسبانها ، و قعود الوعى إلى احتقار ذوى المهن .
وعلى الرغم من ان قيأم الدولة السعودية في دورها الأو ل اسس حسا وطنيا ، و اشعر الناس بالطمانينة ، وغيرت دعوة الاصلاح الدينى المفاهيم ، وما تبع ذلك من اهتمأم بالعلم ، و نشاط تجارى ، و تعأو ن بين مختلف المناطق التي حكمها السعوديون ، ظلت نسبة البدأو ة العى ، ولم تزل تمأم ا العصبيات ، و مخالطة الولاء ذبذبة ، و ذلك ان سقوط الدرعية ، و حملات محمد على ، و اثار العهد الرشيدى ، و التراعات الانفصالية ، و شح البيئة الطبيعية ، و العزلة الجغرافية كأدت تعيد البلاد إلى ما كانت عليه من تقزم ، و فرقة ، و عصبية ، و حياة هأم شية لو لم يقبض الله الملك عبد العزيز ، فاستقر التحضر بالتفكير ، و السلوك ، و العمل ، فتنأم ت متسقة جميع المعطيات التي اخذت تتكأم ل ملبية شتى الاحتياجات .
و بالعودة إلى عائذ ، فالمرجع ان احدث هجرة لها لنجد كانت في القرن الحادى عشر الهجرى الذي اثناءه اخذ اسم " الرياض " يشيع متغلبا على الاسماء القديمة التي كانت عواصم لاقليم اليمأم ة بنجد " حجر " و " مقرن " و " معكال " ، فتوارت شهرتها أم أم اسم الرياض الذي أو حت به الروضات الخضراء التي تتكون على اثر سقوط الأم طار حول حجر ، و مقرن ، و معكال ، و توابعها .
مما سبق يبدو انه مضت مدة كافية لانقطاع عائذ عن البدأو ة ، و لكن اغلب اسرها المتحضرة لم تنقطع عن من ظلوا على البدأو ة من القبيلة التي تتفرع منها عائذ ، و جميعها فخورة بنسبها القبلى من غير ان يتسبب هذا بتعارض الانتماء للقرية ، أو يؤثر على الشعور الوطنى ، أو يقف بوجه الاستجابه لمستلزمات التغيير الذي حرصت الدولة ان يكون منبعثا من الثوابت و القيم .
آل شهيل : النسبة " لشهيل " ، وهو اسم كان و مازال يتسمى به الكثيرون ببعض الاقطار العربية من بادية و حاضرة ، و " شهيل " في القأم وس يجمع على " شهيل " فيقال : عيون شهلاء ، وهى التي يخالط سوادها زرقة ، و شهل اسرع ، أو رفع ثوبه للاسراع ، و في كتب الانساب كثيرا ما نقرا اسم شهيل ان تنسب له قبائل ، أو اشخاص ينتسبون لقبائل مثل " شهيل ابو بطن " ، و " شهيل بن الاسد " و بنو شهيل " . ولكن – احيانا – يختلف التشكيل .
عليه يتضح ان شهيلا ، وان اختلف التشكيل – احيانا – هو لون الشئ ، و التشكيل قد يعود للهجة ، وانه اسم عربى قديم له دلاله ، توراثه الاخلاف عن الاسلاف ، و حمله افراد انتسبت اليهم اسر ، و افخاذ ، و رهوط ، و بدائد ، ليس بالضرورة ان تكون بينها قرابة ، ومن اصول مختلفة ،و معلوم ان الاسر النجدية الموغلة بالتحضر تقف بنسبها عند احد اجدادها ، ولا تصل به إلى قبائلها – الا ما ندر – و ذلك على عكس البدوية ، وان ظلت متمسكة بنسبها القبلى ، و بينها ما نسب لحرفة ، أو تكنت بكنية اشتهر بها احد افرادها ، فالاكتفاء بجد ، أو شهرة ، أو حرفة ، معناه ان التحضر تبعه تطور في المفهومات مما حقق تالف ، و تعأو ن ، و تكافل كل اهل بلدة أو قرية رغم اختلاف اصولهم .
وآل شهيل حملته : اسر ، و بدائد ، و حمله افراد من بدو و حضر بجزيرة العرب ، و بمنطقة نجد من العائلات آل شهيل من الحوشان من " وائل " من عترة بمحافظة المزاحمية ، وفي المبرز بالاحساء من " نهد من قضاعة " ، و " الشهيل " من تميم بحائل ، و الشهيل في المزاحمية ، و الرياض من عائذ من عبيدة من قحطان ، وجميعها بضم الشين المعجمة ، وفتح الهاء، وفي الحريق " عائلة غير منسبة تدعى الشهيل ، علما بانى لم اشا التوسع في هذا الموضوع حيث اكتفيت بالشائع
المشهور وممن اعرف بالمملكة يحملون اسم " شهيل " عجمى بن شهيل بن سويط " ، شيخ قبيلة " الظفير " و العقيد شهيل الشريف ، مدير شرطة محافظة " النعيرية " ، و الشهيل فخذ من التركى من قبائل حماة بسورية ، ومن بضع سنين وصلتنى رسالة من شخص لم اعد اذكر اسمة الأو ل اسرته " الشهيل " قال فيها ما معناه : " انه بالصدفة وقع نظرة على كتابى " فترة تاسيس الدولة السعودية المعاصرة " بمعرض الشارقة للكتاب باحد الاجنحة السعودية ذكر فيها : انه اردنى مقيم في الأم ارات للعمل ، و يتمنى التواصل ، و لكننى – للاسف – قد اضعت الرسالة ، و نسيت العنوان .
أم ا اسرة صاحب السيرة فمن الاسر العائذية التي حملت ، أو اشتهرت باسم الجد السادس له " شهيل " الذي حل بمدينة الرياض ، و تملك فيها من ثلاثة قرون على الاقل ، ووقف نسب ذريته عنده ، بيد ان هذا لا يعنى انه لم يسكن نجدا قبله احد من اجدادة ، أو اخوانة ، و ابناء عمومة له كونت ذراريهم اسرا اشتهرت باسماء مختلفة تفرقت بين الكثير من البلدان ، و القرى النجدية ، و ربما غيرها .
ومع الوقت ظهر ذكر ال شهيل كملاك ومزارعين فصارت لهم مكانتهم بالرياض ،الا ان
اكثر هذه الممتلكات اضاعتها : الخلافات ، وقد محت المتغيرات العمرانية ، و توسع مدينة الرياض معالمها ، ولكن مازال بمدينة الرياض حتى الان حى عأم ر بالسكان و الحركة يحمل اسم الأسرة هو " قرى آل شهيل " بالتصغير .
و القرى في اللغة " بفتح القاف ، و كسر الراء " يجمع على " اقرية ، و اقراء ، و قريان ، و بحال التصغير يلفظ بضم القاف ، و كسر الراء ، فيا مفتوحة ، وهو
المكان الذي لا تستقر به مياةالأم طار " مسيل " ، و بالعأم ية تقلب القاف كافا مع فتحها ، و كسر الراء .
واقرية اليمأم ة كثيرة جدا منها ما اندثر ، وما لم يعد له ذكر يغير كتب الديار و المنازل ، و مازال معروفا مصغرا و مكبرا لعل من اشهرها بمدينة الرياض من التي عمرت بالسكان و المبانى اقرية الأم ير سلمان بن محمد ، و " الحقبانى " ، و " حصة " ، و آل شهيل ، و غيرها ، و كلها متجأو رة لانها كانت قربا واحدا كبيرا ، بعضة كان مغروسا بالنخيل ، و بعض الخضروات ، وفقسم إلى وحدات بيعت فاكتسبت اسماء العائلات التي تملكها .
جاء بمعجم مدينة الرياض لخالد السليمان عن قرى آل شهيل :" لما نزل على الحقبانى في مدينة الرياض استقر أو لاً في هذا المكان " بقصد قرى آل شهيل " ، وكان نخلا يملكة يحيى البصرى اشترى الحقبانى هذا النخل ، وزاد غرسة ، و احاطة بسور منيع ثم باعة على ال شهيل بمبلغ 250 ريالا فرانسيا والذي اشتراة من ال شهيل جدهم عبد
الله بن راشد بن شهيل المتوفي 1305هـ".
هذا وموقع قري ال شهيل غربي مدينة الرياض يحده من الغرب "القفيفة "نخل "لال عبيد "،ومن الشرق "مليطة "ومن الجنوب "مغيريف والجريف "،ومن الشمال حزم فاصل "اصبح الان حيا سكنيا " ،والحقيقة انها كلها الان احياء سكينة ،وبينما ما فيه نخيل .
ظل ال شهيل بالرياض مذ حل به جدهم الاعلى شهيل قبل دعوة الأم أم المجدد محمد بن عبد الوهاب ببضعةعقود حتى الفترة التي اعقبت مباشرة سقوط الدراعية ،وسبقت اعادة الأم أم تركي بن عبد الله تكوين الدولة السعودية للمرة
الثانية،وهي الفترة القصيرة التي توزعت اثناءهاالبلاد بين حكومات مناطقية ،ومشيخات مدنية ، و قروية ، و قبلية ، و كانت منها مشيخة الرياض التي ترأس ها " ناصر العائذى " الذي بحكم رابطة النسب كان الجد المباشر لصاحب السيرة " راشد " اقرب مساعديه ، و لكنه بعد تكوين الدولة ، و توحيد البلاد عدل ، وقد تجذر ولاء سلالته كغيرهم كثيرين " لال سعود ".
اثناء أم أم ة تركى بن عبد الله انتقل عميد ال شهيل " راشد " إلى مكان قرب بلدة " المزاحمية " تملكة ، و زرع فيه ، وبنى دورا طينية عرفت – فيما بعد – بـ " قصور ال شهيل " ، فتفرقت بهذه الهجرة ابناء العائلة بين الرياض ، و المزاحمية ، وان استقر اغلبهم بالمزاحمية ، أو بالاحرى في القصور الخاصة بهم بقربها و ظلت صلتهم وثيقة بالرياض نظرا للاتى :
· اصبحت الرياض عاصمة البلاد ، و فيها مقأم ولاة الأم ر ، ومقار لمرجعيات التشريعية و التنفيذية .
· ارتباطهم الوثيق بها ماديا و معنويا ، حيث ممتلكاتهم التي كانوا يتفقدونها ، و يحصلون ايراداتها ، و لتسويق المنتجات و المحصولات ، و التبضع من أسواقها العاجة بشتى حاولت السلع ، ولكونها المدينة التي ولد ، و نشا ، و تربى فيها بعضهم ، و اباؤهم ، و اجدادهم .
1- المزا حمية :
ويجدر بنا ان نوضح بهذا الموضوع ، ان كثيرا من الناس يعتقدون ان آل
و الاشهر ، و لتعميق روح التعأو ن ، فشاعت في غير الرياض ، و ماحوله نسبتهم لضرمى ، حى ان كل أو راق الوالد الثبوتية مكتوب بخانة محل الميلاد " ظرماء "، فضلا على انهم يصاهرون عائلات منها مثل " الشنافي ، و السيايرة ".
أم ا ظن البعض ان آل شهيل العائذين من حائل ، فسببه الخلط بينهم و بين " الشهيل " الأسرة النميمية المعروفة في " الجفر " بمنطقة حائل ، خاصة ، اذا علمنا ان الوالد اقأم بحائل بصفته وكيلا للأم ارة ، و كان قد ذهب إليها اخوة " إبراهيم " الذي أم ضى فيها خمسين عأم ا ، و لاستقرار بعض افراد الأسرة فيها استقرارا نهائيا ، و مخالطتهم لكثير من اسرها بالمصاهرة ، و طول العشرة .
2- نشاة المزاحمية :
لا نحسب ان ابن خميس يقصد بقوله : " نشات المزاحمية متاخرة ، اى منذ قرن " الا بداية تكونها الحديث الذي بواها مكانه فاقت بها كثيرا مما حولها : عمرانا وسعة ، وحركة ، ولا شك ان رحابتها ، ونقاء هوائها ، و عذوبة مائها ، و خصوبة تربتها ، ووقوعها على طريق الحجاز الرئيسى عوأم ل لازدهارها ، بحيث باتت من اهم المحافظات التابعة لأم ارة منطقة الرياض المرتبطة بها الكثير من المراكز ، و الهجر ، و القرى ، و الواحات ، و البلدات ، و المناهل ، وقد حفلت ضواحيها ، بالمنتزهات ، و الاستراحات ، و المزارع ، و ربطتها بالمناطق و المحافظات احدث الطرق السريعة ، و توافرت فيها مختلف الخدمات .
ومما يتبعها قصور الزمأم ات وآل مقبل و آل شهيل التي ، وان يعرفها ابناء محافظة المزاحمية ، وقلة من كبار السن بالرياض ، و مسجلة منسوبة لآل شهيل في احصائيات الدولة ، وليست بشهرة قصور آل مقبل ، و الزمأم ات لعدم وقوعها على طريق الحجاز ، و لكونها باتت – تقريبا – ضمن مدينة المزاحمية ، ولانه لم
يعد احد من آل شهيل يقيم فيها بعد بيعها ، وتفرقهم بين الرياض و المزاحمية وحائل .
و المزا حمية أحيانا كانت تدعى " المزاحمات " ، ربما لتزاحم القصور حولها ، وأو ل من عمر وزرع ، وتولى أم ارتها مدة طويلة أسرة " آل فهيد " التميمية المهم ، وان كانت المزاحمية حديثة فبالتاكيد ليس باقل من ثلاثمئة سنة اذ يشير " فيلبى ط إليها في اكثر من موضع عند حصار " إبراهيم باشا " بلدة ضرمى ، حيث كان أو ل تمركز له فيها بعد ان اخلاها اهلها للانضمأم للمقأو مين بضرمى .
ولا يخفي ان الشجاعة التي ابداها المدافعون عن ضرمى كانت منقطعة النظير للحد الذي شعر معه الغزاة بانهم قد عادوا لنقطة البداية ، ولو لم يلجا وا للحيلة و الدسيسة ، وما سببته الأم طار الغزيرة ، فضلا على اكتمال جاهزيتهم في العدة و العدد لانكسروا ، ولكنها كانت مشيئة الله بها – سبحانه – شاء اطفاء ذكر ، و فعل المعتدين الطغاة في النهاية ، علما بان سكان البلدتين البالغ عددهم الفا ومئتين – حينها – استشهد منهم ثمانمائه .
ولأدت ه :
على اثر خلاف عائلى راى والد صاحب السيرة تجنبا لتطورة تصفيه شراكته بقصور العائلة ، و الانتقال للمزاحمية ، و مشاركة والد زوجته بقصرة
ولعل ذلك اضطرة لبيع ما يخصة من أم لاك الأسرة بالرياض ، ولكنه ظل محتفظا بما اغناه عن الحاجة ، وقد ترك لذريته بعد شراء نصيب حميه كل القصر الذي كان عبارة عن نخل بمساحة واسعة يتوسطها بيت طينى كبير ، وبئر ماء محاطة بسور ، و هذا معناه ان صاحب السيرة ولد باسرة تعمل بزراعتها الخاصة .
أم ا باى عأم كانت ولأدت ه ، فمثلة مثل ابناء جيلة ، و العديد من الاجيال التي تلتهم ، وسبقت العمل بالتنظيمات الحديثة ، حيث لا سجلات للمواليد التي يؤرخ لها بتزأم نها مع حدث غير عاد كفتح الرياض ، أو موقعة " السبلة " أو سنة قحط ، أو ربيع ، أو مجاعة ، أو وباء ، و الوالد رغم سجله الوظيفي الذي اعتمد عليه " الطويان " مثبت به انه من مواليد عأم 1320هـ ، فقد سمعناه مرة ينقل عن والدة ، و شقيقة الاكبر : انه في السنة التي تم فيها فتح الرياض كان عمرة بين ثلاث أو اربع سنوات اى بين عأم ى 1315 – 1316 هـ ، و كانت وفاته – رحمة الله – نرمضان عأم 1419هـ ،فاذااعتمدناانه عاش بين 1316-1419هـ ،نره عمر مئة وثلاث سنوات ،علما بان والده عمر مائة سنة ،واخاه الاكبر تجأو ز المائة بعقدين ،وعموما فالفرع الذي ينمنه معظمهم كانوا من المعمرين .
علية نرى انة عاش جميع مراحل المملكة العربية السعودية التاريخية عاشها طفلا بفترة بدايات تكوينها في حال من اللاستقرار ،وخوف وشح ،وحيرة وقلق بمراهقته ،وبمطلع شبابه اكتنف التطورات والاحداث غموض مما ستسفر عنه الصراعات المحلية ،وقد عأدت العصبيات وكانت الحرب العالمية الأو لى على اشدها والانقسأم ات قد باعدت بين مناطق الجزيرة العربية .
ومع ايمانه ،ومن كانوا بعمره بقدرات وريث العرش السعودي الذي بدا مقبلا على تغيير أو ضاع البلاد المتردية ،وانبهارهم بشخصيته الاستثنائية ،ولمعان نجمه سياسيا وعسكريا ،وتوحيده للبلاد ،وتأم نينها ،وتذويبه الفوارق واصلاحاته ،وتثبيته الاندماج ،ظلت بعض القوى المحلية التي لا تجد نفسها الا بالتقزم ،والفرقة ،والاقليمية أم ا ربطت مصيرها بالمحتلين ،وأم ا اعماها عن الصواب الحقد والحسد ،واجنبية يرعبها التحرر ،ولا يصب بمصلحتها الاستقلال الوعي
لقذ ذاق صاحب هذه السيرة مرارة الحياة وحلأو تها ،وواجه المصاعب ،وتعرض للاخطار وجاهد مراهقا ،وتولى قيادة الجيوش شابا ،وصارمسؤولا ،وأخيراً ،عاش مواطنا سعيدا ،وقد اطمان بزوال المفهومات الضيقة ،والافكار المحوسة ،والترعات الانفصالية ،وغمرته السعادة بكسب ثقة ولاة الأم ر ،ورضا الذين تعأم لوه معه ،وزأم لوه وباداء الادوار التي قأم بها على اكمل وجه ،ومن نعمه عليه انه عاش النهضة الحديثة وتكأم لها بالبنى التحتيه ،ونضوج الوعى ،وبتعملقها نموا ،وريادة وثباتا ورغدا فرحل قرير العين ،مرتاح البال بعد استمتاعه بشتى العطيات واطمئنانه على مستقبل بلاده .
نشاته :
كانت نشاته نشاه مرفهة نسبيا بمعيار زمانه ،وبصفته كان اصغر الذكور حظى بشيء من المراعاة الخاصة ،وبأسرة مكتفية ،وبكنف اب كريم ،وأم حنون يحرصان ما وسعهما ،وبقدر أس تطاعتهما توفيرما يسعد إنباءهم .هذا ،وقد نشا بعائلة تتكون قبل تكثرها ،وتفرقها لطلب الرزق ،والجهاد من والده ووالدته وزوجة ابيه التي هي من عائلة والدته ال فهيد وخالة "عبد الرحمن " ،
وشقيقه"راشد " ،واخيه "إبراهيم " ،وثلاث اخوات ماتت احداهن عن ولد وبنت تربيا بكنف جدهما لأم هما .
عاش والده طوال حياته بالمزاحمية يعمل بزراعته ،ولم يغادرها الاإلى الرياض ،وبعد ان اغترب ولداه إبراهيم ومحمد و نجحا بعماهما لم يزرهما سوى مرة لكل منهما ،وكان إبراهيم يزوره كل بضل سنين ،ولم يزره محمد لانشغاله أو لاً بالجهاد وبعدئذ في المسؤوليات غير مرة واحدة طوال ثلاثين عأم ا ،ووالدته عاشت بعد والده ما يزيد على ربع قرن بينه في العديد من المناطق التي تولى مسؤوليات فيها وبين ولدها الاكبر بالمزاحمية ،وقد عمرت – رحمها الله – حتى تعدت المئة عأم ، وقبل وفاتها التي كانت في الحدود الشمالية كف بصرها ، ولم تعد ترى ، وأم راة ابيه بعد وفاة زوجها عاشت مع ابنها " إبراهيم " ، وظل خاله بالمزاحمية يتردد عليه بين الحين و الاخر إلى ان ادركته الوفاة .
كان اكبر الاخوة و الاخوات راشد وهو شقيق ، وقد شارك في بعض الغزوات الأو لى للملك عبد العزيز ضمن العديد من السرايا ، وزار كثيرا من مناطق المملكة وتزوج في بعضها ، وساعد اخاه فترات متقطعة ، فمكان اقأم ته الدائم كان المزاحمية يساعد والده بالزراعة وعقب وفاته خلفه بعمادة الأسرة ورعاية مصالحها التي زأدت ممتلكاتها فيها ، ومن المعروف عن راشد – رحمة الله – اشتهاره بالفصاحة و قوة الحجة ، و سرعة البداهة ، و قول الشعر وروايته ، و طلأو ة الحديث ، و تمتعة بذاكرة عجيبة مما دعا اهل المزاحمية لاختياره لتمثيلهم ، و المطالبة نيابة عنهم .
يليه إبراهيم ، اخ غير شقيق ،وقد عرف بالورع و السخاء ، و المهارة بدقة التصويب ، وانه من المشهود لهم بمعرفة المسالك ، و تعيين المواضع ،
وحدة البصر ، و الشجاعة ، وقد أم ضى معظم حياته مع الأم ير الفارس " عبد العزيز بن مساعد بن جلوى آل سعود " بحائل وكان من المقربين الملازمين له ، ومحل ثقته ، ولطالما أو كل اليه المهمات و المسؤوليات ، وولاة الأم ارات في كل من "قبة " التي تتبع حاليا منطقة القصيم ، و " الدويد " مرتين ، و " لوقة "في الحدود الشمالية .
يلى إبراهيم شقيقة لصاحب السيرة تزوجت احد افراد اسرة " الهزازنة " ، وانجبت ، ثم ياتى هو بعدها ، فاخت شقيقة ماتت بعد ان خلفت طفلا وطفلة رضيعة .
وأخيراً اخت غير شقيقة تزوجت ابن عم لها مات بعد ان انجبت منه ولدا ، وخمس بنات ، واسم ابن شقيقة صاحب السيرة المتوفاة إبراهيم بن فهد الزأم ل ، مات – رحمة الله – و عمرة يزيد على الثمانين ، وقد كان بمثابة اخينا الاكبر ، لانه ابن عمتنا ووعينا وهوبيننا ، وقد لازم والدنا سكرتيرا ، ومستشارا ، ووكيلا منذ يفاعته حتى شيخوخته ، و يشهد له عارفوه برجاحة العقل ، و حسن التصرف و الذكاء .
وعن بداية انخراطة بخدمة الدولة يتحدث بعفوية فيقول :" كنا في المزاحمية مع الوالد ثلاثة اخوان راشد الاكبر ، و إبراهيم الأو سط ، وانا محمد الاصغر ، طلبت منا الحكومة اثنين للجهاد ، و الحكومة تجهزهم بكل ما يلزم ، و كنت جالسا مع الوالد و الاخوين فقال الوالد : هيا يا راشد ويا إبراهيم ، أم ا محمد فاخاف انه صغي وما ينفع وانا فهمت كلمة ما ينفع ان ما معى خير فرحت قدأم الغزو الذي سيمشون ، وقد اعلموا الوالد ترى انا قدأم هم احد الاثنين اللذين سيروحان .انا شككت في كلمة ما ينفع ، وكان
عمرى خمسة عشر عأم ا ، طلعت ، و عارضت الغزو ، و مشيت معهم ، وحضرت عدة مسائل ، والتحقنا في هذا الغزو مع سعود بن عبد العزيز ، وكان معه جيش عمده عبد العزيز ، ورحت انا في سرية فهد بن معمر – رحمة الله – وغزونا واخذنا بعض العرب لكن انذبح فهد بن معمر ، وكان سعود بن عبد العزيز مرجعنا وكان هذا الغزو قبل دخول حائل .
و الاشارة هنا للحملة التي جهزها السلطان عبد العزيز لاسترداد حائل قبل دخولها من قبلة ، وكانت بقيادة الأم ير ين محمد بن عبد الرحمن ، وسعود بن عبد العزيز ، وكان على حائل وقتها عبد الله المتعب الرشيد الذي لجا للأم ير سعود لحمايتة من ابن عمه الطأم ع محمد بن طلال ، و السرية كانت استطلاعية لهذه الحملة قادها أم ير بريده – انذاك – فهد بن معمر الذي وقع بكمين راح ضحيته – رحمة الله .

هناك 4 تعليقات:

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. كلام جميل عن العم أبو فيصل الله يرحمه
    عم لي ونعم به وجعله ووالدينه وابوي واموات الملسمين بالجنه

    ردحذف
  3. رحمك الله يا ابا فيصل
    علم من أعلام المملكة العربية السعودية
    عمره صفحة كفاح وخدمة للدين ولهذا الوطن
    غفر الله له واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة

    ردحذف
  4. رحم الله من رحل و طول بعمر البقية من ذرية آل شهيل العزيزة

    ردحذف